في اطار العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني وتنفيذ سياسة تلقين الفلسطينيين دروساً، وتوجيه ضربات قاسية للمقاومين والمناضلين، ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءات جديدة راح ضحيتها ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، و40 جريحاً وعدد من المنازل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فجر امس. اختارت قوات الاحتلال الاسرائيلي مخيم خان يونس للاجئين غرب المدينة التي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب مدينة غزة، لتنفيذ جريمتها الجديدة في حق الفلسطينيين، ما اسفر عن استشهاد عبد ربه ذيب عبد ربه 52 عاما ومحمد مرعي عبد الهادي 25 عاما، وفي وقت لاحق اطفل عبد الرحمن جاد الله 9 سنوات بعد اصابته برصاصة في رأسه بينما كان يلعب. وقال شهود وناشطون في مجال حقوق الانسان ان 30 دبابة وآلية عسكرية اسرائيلية، تساندها مروحيات من نوع "اباتشي" الاميركية الصنع، اجتاحت المخيم الغربي والحي النمساوي غرب المدينةوجنوب غربيها عند منتصف ليل السبت - الاحد في عملية عسكرية استمرت حتى السابعة من صباح امس حسب توقيت مدينة القدسالمحتلة. واضافوا ان الدبابات والاليات تقدمت وسط اطلاق نار كثيف تساندها في ذلك المروحيات التي اطلقت العنان لنيران رشاشاتها في اتجاه منازل المواطنين والشوارع منعا لاي محاولات لزرع الغام او أي مقاومة. وتوغلت مسافة 400 متر داخل المنطقة تحت وابل من قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة، ما ادى الى اصابة عبد ربه بجروح خطيرة، ظل على اثرها ينزف حتى الصباح عندما وصلت سيارات الاسعاف الى منزله ونقلته الى المستشفى جثة هامدة. ولبى رجال المقاومة نداءات بالتصدي للقوات الغازية، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، اسفرت عن استشهاد عبد الهادي بعيار ناري في صدره. تدمير منزل وتشريد 54 فردا واحكمت قوات الاحتلال سيطرتها على المناطق المستهدفة بسبب تفوقها وبساطة أسلحة المقاومين، وحاصرت منزل التاجر فايز عودة ابو عكر، والمكون من سبع طبقات وتسكنه سبع عائلات يصل عددها الى 54 فردا. واستخدمت قوات الاحتلال اربعة من افراد عائلة ابو عكر دروعا بشرية في اقتحام المنزل ومنازل اخرى مجاورة، قبل ان تزرعه بالمتفجرات وتدمره تماما. وليس لابي عكر او أي من افراد عائلته أي نشاط سياسي، ويعتقد ان هدم منزله جاء كونه مرتفعا وقريب من مستوطنة "نفيه ديكاليم" الجاثمة فوق اراضي منطقة المواصي الزراعية الحمضية غرب المدينة. دمار على دمار وقال محمد عبد الله الباحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الانسان في مدينتي رفح وخان يونس ان نسف المنزل ادى الى تدمير نحو 15 منزلا كليا، و30 منزلا جزئيا، وتشريد عشرات العائلات. واضاف ل"الحياة" ان اضرارا جسيمة ايضا لحقت بمسجد الامام الشافعي المجاور للمنزل. كما هدمت جرافات الاحتلال اجزاء من سور مستشفى ناصر، واجزاء من سور مدرسة الحوراني الاعدادية للبنين التابعة ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" اونروا. وقالت مصادر طبية في المدينة ان 40 مواطنا اصيبوا بجروح مختلفة برصاص وشظايا القذائف، بينهم عشرة اطفال، مشيرة الى ان سبعة من الجرحى اصيبوا داخل مستشفى ناصر، اثنان منهم من العاملين في المستشفى احدهم ممرض. منع الاسعاف من المرور وقال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور احمد الشيبي ان قوات الاحتلال "منعت وصول سيارات الاسعاف والطواقم الطبية من اداء مهماتها حتى توقع خسائر اكبر في ارواح المواطنين العزل والابرياء"، مشيرا الى ما جرى في مستشفى ناصر في خان يونس. وادعت سلطات الاحتلال ان المبنى الذي نسف يستخدم لاطلاق النار في اتجاه المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية المحيطة بها. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان جنديين اسرائيليين اصيبا بجروح طفيفة عندما انفجرت عبوة ناسفة قرب آلية كانا يستقلانها. نسف خمسة منازل في رفح وفي مدينة رفح اقصى جنوب القطاع، توغلت قوات الاحتلال نحو 200 متر في حي القصاص المحاذي للشريط الحدودي جنوبالمدينة تحت وابل كثيف من اطلاق النار. وهدمت الجرافات تحت حماية عدد من الدبابات ثلاثة منازل كليا في حي القصاص، يقطن احدها رجل وابناؤه المتزوجون يزيد عددهم على 25 فردا، اضافة الى منزلين في حي السلام. واصيب مواطنان بجروح اثناء عملية التوغل نقلا الى مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار في المدينة لتلقي العلاج اللازم. اعتقالات في الخليل وبيت لحم كما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية، وباشرت عمليات التفتيش واقتحام منازل المواطنين بعد حصار المخيم واغلاقه تماما. ونسفت قوات الاحتلال بالديناميت ورشة خراطة في المخيم تعود ملكيتها الى المواطن احمد عبد القادر ابو عواد وصادرت سيارته الخاصة. وقال شهود ان قوات الاحتلال اطلقت النار بكثافة في كل اتجاه واعتقلت الشقيقين ايوب وجمال عبد القادر ابو عواد بعد دهم منزليهما. كما اعتقلت الشاب جميل ابو حسان من منزله في الخليل بعد دهمه فجر امس. ودهمت قوات الاحتلال منطقة هندازة جنوب مدينة بيت لحم. وقال شهود ان قوات الاحتلال عاثت فسادا في عشرات المنازل التي دهمتها صباح امس، قبل ان تعتقل الشقيقين وليد وخالد عبد الله وتقتدهما الى جهة مجهولة. الى ذلك، اصيب الشاب بلال خالد كليب 20 عاما بجروح خطيرة اثر اطلاق الجنود النار عليه اثناء مروره في الشارع الرئيس في منطقة جبل الموالح المحاذية لمدينة بيت لحم. وافادت مصادر طبية ان قوات الاحتلال منعت لفترة من الزمن اطقم الاسعاف من الوصول الى الشاب لاسعافه ونقله الى المستشفى مصابا بعيار ناري في الفخذ وشظايا في انحاء من جسمه.