هناك ظاهرة غريبة جداً بدأت مع بداية التاريخ، ألا وهي أن معظم المحظوظين في هذه الدنيا إن لم يكن جميعهم هم ممن لا يحتاجون لهذا الحظ! وأن معظم المقرودين إن لم يكن كلهم - والمقرود هو سيئ الحظ - هم ممن لا يتحملون القرادة وسوء الحظ... وهم من أحوج الناس لقليل من الحظ والتوفيق! هذه ظاهرة قد تعد من سنن الحياة، ومع ذلك... تجد أن معظم المقرودين لايزالون متمسكين بحبل الأمل والتفاؤل... ومعظم المحظوظين"مش عاجبهم العجب ولا الصيام في رجب". بل الغريب، هو أن معظم المحظوظين يغضبون من وصفهم بالمحظوظين! على رغم أن حظهم واضح وضوح الهدف الذي يأتي في آخر دقيقة من الوقت الضائع.. بل وما بعد الضائع....! ولوتفوهت خطأً وقلت له:"أف! إيش هالحظ يا رجل"اتهمك بالحقد... والحسد... والتآمر... والخيانة. عموماً، ظاهرتا الحظ والقرادة نسبيتان جداً. فلو تعادل فريق من فرق"الكوادح"على أرضه مع فريق من"الجوارح"... لكان في خانة المحظوظين... ولو كان هذا التعادل على أرض فريق الجوارح... لكان من المحظوظين جداً، ويحمد ربه، و"يبوس"يده مقلوبة! أما في نظر فريق الجوارح، فالأولي مصيبة! وفي الثانية المصيبة أعظم! والشيء نفسه تجده في الدعم الشرفي أيضاً! فلو حصلت معجزة وتبرع أحد من رجالات المنطقة الشرقية بمليون أو حتى ربع مليون ريال حتى لو كان بمنة يتبعها أذى لأي ناد من أندية المنطقة... لانهالت الألقاب الشرفية على هذا الرجل، ولاضطر لأن يذهب إلى طبيب العيون في أقرب فرصة ممكنة، لمعالجة أثر الفلاشات على عينيه الكحيلتين! أما لو حدث أن تبرع أي من رجالات المنطقتين الوسطى أو الغربية على أي من أنديتها بمثل هذا المبلغ... فلا نستبعد أن تقوم إدارة هذا النادي بمهاجمة هذا الرجل... وبنعته بأوصاف قاسية، وفي أحسن الأحوال، تقوم برفض تبرعه الشرفي... من دون تعليق! سبحان موزع الأرزاق! وعلى قول القائل:"ناس بتشحت الملاليم... وناس بترفس الملايين"! أندية تريد من يدبر لها قيمة فاتورة تلفون أو كهرباء... أو راتب عامل نظافة، وأندية أصغر أعضاء شرفها الذين تتلقى دعمهم، من كبار مسؤولي شركات الهاتف والكهرباء! أندية كتب عليها نسيان ماضيها الزاهر ودفن أطلاله حيث لا رجعة... وأندية تقول للبطولات: اذهبي أنى شئت... فسيأتيني خراجك! أندية"تتمرمط"لتجد حجزاً للاعبيها للانتقال للعب مبارياتها خارج منطقتها... وأندية مستعدة أن تشتري جميع المباريات التي تكون خارج منطقتها... وإن عاندها نظام المسابقة... لا يردها إلا طائرة أو طائرتان خاصتان لنقل لاعبيها أصحاب السعادة...! أندية جندت أكثر من صفحة بل وصحيفة رياضية كترسانات دفاع عنها، حتى لو لبسها الغلط من فوق لتحت... وأندية تبرأت منها وتكالبت عليها، حتى الصحف التي في منطقتها ذاتها! [email protected]