ليس جديداً عليكم لو قلت أن أخطاء ومشكلات التحكيم الرياضي بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، لن تنتهي، حتّى آخر يوم لهذه الدنيا...، فهو أمر له علاقة بالقصور البشري الذي خلقه الله في عباده من الناس. ولذلك، نحن جميعاً نؤمن بأن الحكّام (أقصد حكّام المسابقات الرياضية!) خطّاؤون، مثلهم مثل أي إنسان آخر.طيّب! اتفقنا!... شيء جميل. نروح للنقطة التي بعدها: ليس جديداً عليكم لو قلت أن الحكّام هم رجال لهم علينا حق الاحترام والتبجيل والحماية المعنوية والجسدية، بل ويجب أن نعينهم على مهمّتهم التحكيمية بكل ما نملك من قدرات وإمكانات، خصوصاً أنّهم يقومون بمهمّة شبه تطوعية، تصل للحد الذي قد يوصف بأنه: لا «ما يسوى عليهم...» طيّب، اتفقنا على هالنقطة أيضاً!... جميل جداً...، نروح للنقطة التي بعدها: ليس جديداً عليكم لو قلت أن الحكّام لهم أهل وأقارب وأبناء وبنات وأصدقاء ومحبون وزملاء يتأثرون بما يقال عنهم وبما يقال لهم وبالتصرّفات التي يواجههم بها بعض الجماهير واللاعبين ومسؤولي الأندية، والواجب علينا أن ندين أي تصرفّات قد تسيء لهم ونرفضها شكلاً ومضموناً، إذ إنّهم قبل كل شيء، اخوة أفاضل، لا يستحقون لاجتهادهم في خدمة رياضة الوطن إلا الدعاء بالخير والمعاملة الطيّبة. حلو الكلام!... اتّفقنا!... ممتاز! نروح للنقطة التي تليها: ليس جديداً عليكم لو قلت أن الحكّام السعوديين دائماً ما يشرفوننا بالمشاركات الخارجية التي يتم تعيينهم لها، ونادراً جداً ما يرتكبون أخطاء كبيرة في مهامهم التحكيمية الخارجية، ويجب أن نحسب لهم هذه الأمور كإنجازات وطنية مشرفة. وهذه، هل اتفقنا عليها؟... جميل جميل جداً...، نروح للنقطة التي تليها: ليس جديداً عليكم لو قلت أن المردودات المادّية والمعنويّة التي تعود على الحكّام من مكافآت ومخصصات وخدمات وغيرها من لوازم تقدير ودورات تدريبية عملية ونظرية، قد لا ترتقي للمستوى المطلوب لتهيأتهم النفسية والفنّيّة الكافية لإدارة المباريات المحلية في جميع المواسم السابقة على الأقل، ولذلك، لزم علينا أيضاً تقدير هذه الظروف لهم. هل كلامنا هذا موافق عليه أعزائي القراء؟... سأفترض أن غالبيّة ردودكم هي بالإيجاب، مثلما افترضت لجميع نقاطي السابقة أعلاه. إذاً، ألا يحق لنا الآن، بعد كل هذا الإطراء، والتقدير والإقرار بحقوق الحكم ومشكلاته وظروفه، أن نشتكي من أخطائه التي لا علاقة لها بما ذكر أعلاه!.... ألا يحق لفريق ما، أن يشتكي من حكم تصر لجنة التحكيم على تعيينه لمباريات هذا الفريق بالذات! على رغم تكرار نسفه لجهود هذا الفريق بأخطاء يقر بها القاصي قبل الداني! ألا يحق لفريق ما، أن يشتكي من مستوى التحكيم، إذا ما كانت نسبة أخطاء التحكيم الكارثية التي تضر بمصالحه، تمثل نسبة قد تصل ل 30 في المئة أو حتى 50 في المئة من مجموع الأخطاء التحكيمية؟ ألا يحق للأندية ذات الجماهيرية الأقل، أن تنال أيضاً قرارات منصفة، مثلما تحصل عليها الفرق الجماهيرية ذات النفوذ الاجتماعي والمالي؟ أم أن نسبة صراخ الجماهير تؤثّر في قرارات الحكّام أيضاً؟ ألا يحق للأندية أن تطالب بتحكيم أفضل؟ ولو على أساس أن لجنة التحكيم هي التي تقدّم الخدمة للأندية، وليس العكس! فلولا وجود هذه الأندية، وفرقها، وملايينها، وجماهيرها، لما وجدت لجنة الحكّام أصلاً. ولذلك، فالأندية يحق لها أن تقوم مستوى آداء لجنة التحكيم وحكّامها وبأعلى صوت! وليس العكس هو الصحيح. [email protected]