أعيد وأقول، من خلال مشوارنا في التصفيات المونديالية التي أخذت بنا مدّاً وجزراً، وأعلى وأسفل، ويمنة ويسرة، وفرحاً بعد غمّة، وثقة بعد اهتزاز، ثم خروجاً... ماذا نتعلّم؟! عندما نخوض مباريات بقائمة تسمّى أساسية، ونخسر، على أرضنا، وخارج أرضنا، ومن ثم نلعب بقائمة يطلق عليها الغالبية بأنها "ليست أساسية"، ونكسب مباريات صعبة، داخل أرضنا وخارجها، ماذا نتعلمّ! عندما كنّا ننتقد مدرباً جديداً، وهو وقتها للتو يقول: "بسم الله"! وننتف ريشه نتفاً، ونتوقع له فشلاً ذريعاً، بسبب وبغير سبب، ومن العارف والجاهل، ومن القاصي والداني، ومن كل من هبّ ودبّ، ومن ثم يكسب هذا المدرب لقاءين متتاليين وبمستويات ممتازة وبفرقة ليست بالأساسية (كما كان يرى البعض)، ماذا نتعلّم؟! من الفقرات الموجودة أعلاه، نتعلم الكثير! بل وأعتقد بأنه حان الوقت للكثير ممن لهم علاقة بالمجال الرياضي، بأن يتعلموا الروية في إطلاق الأحكام، ويتعلموا إعطاء كل ذي اختصاص اختصاصه، وكل ذي حق حقه، يجب أن نتعلّم بأن تاريخ الأرجنتين لم يشفع لها أمام بوليفيا عندنا خسرت منها قبل أسابيع عدة بستة أهداف في مقابل هدف واحد، ومارادونا الأسطورة هو مدربهم! ولذلك من باب أولى، ألاّ يشفع لنا تاريخنا أيضاً، ويجب علينا انتهاج الموضوعية في كل أمورنا، وخوض غمار التصفيات من باب "من يخدم الكورة... تخدمه" وليس من باب "من قال كان أبي"! يجب علينا أن نتعلّم كيف نهدأ، ونركز، ونرتب أوراقنا عندما نخسر! وكيف نبعد عن الارتباك والاضطراب الذي لا يخدم أحداً إلا الخصوم! يجب أن نتعلّم أن النتائج سلبية كانت أم إيجابية، قد تكون وقتية، ولذلك، فإن الحكم على المدربين أو اللاعبين من مباراتين أو ثلاث، قد لا يكون سذاجة فقط، ولكنه غالباً ما يكون أيضاً ظلماً للمدرب واللاعبين، أو إعطاءهم أكثر مما يستحقون، وبالتالي، خياب الظن لاحقاً! ومن هنا تأتي أهمية النظرة الموضوعية للأمور، بدرسها بروية، وليس بالنظر اليها من نافذة العاطفة الخدّاعة. يجب أن نتعلّم أن الثناء على لاعبي المنتخب، يجب أن يبتعد عن مبدأ الألوان "النتنة"، وأن يكون مبينياً على لون علم الوطن فقط لا غير! وإن كان هناك مدح أو قدح لمستويات أي من اللاعبين، يجب أم يكون شاملاً لهم جميعاً، فلا يستثنى من المدح المستحق من يلعب لأندية "الكوادح" ولا يستثنى من القدح المستحق من يلعب لأندية "الجوارح"! فقد أصبحت هذه العادة المريضة، موضة قديمة!.. هلاّ كبُر هؤلاء قليلاً! يجب أن نتعلّم الكثير ممّا مررنا خلاله في الأشهر القليلة الماضية، ويجب أن يعرف جميع لاعبي أنديتنا في المملكة، بمختلف تصنيفاتها ومستوياتها، أن كل واحد منهم سيكون مرشحاً للانضمام للمنتخب في أي وقت، طالما هو الأصلح لتمثيل الوطن! كنّا فرحين من دون مبرر لاستمرار الفرح، عندما كنّا سنلعب مع فريقين قويين جداً، سواء داخل أرضيهما وخارجهما!.. فكوريا الجنوبية فازت على أرضها على كوريا الشمالية قبل 3 دقائق فقط من نهاية المباراة، ومن كرة وضعها المدافع الكوري الشمالي خطأً في مرماه!.. وكوريا الجنوبية فازت علينا وعلى أرضنا بهدفين نظيفين!.. وكنّا وقتها لا نزال فرحانين؟! شيء غريب! حتّى أتت الصواعق تلو الأخرى لتقول لنا إننا مخطئون، وأننا لا نستحق التأهل لنهائيات الكبار.قد يقول قائل، إن توقيت هذه المقالة، لا يتناسب مع الحدث، وأقول له، هذه مشكلتنا، أننا نتكلم عن الحدث ونخطط له في أوقات متأخرة! ولذلك، يجب أن نتعلّم من الدروس، وأن نعرف أن خوض مبارايات تصفيات كأس العالم 2014، يجب أن يتم الاستعداد له من أمس، وليس اليوم! ويجب على إدارة المنتخب الموقّرة، أن تضيف لخطتها ذات الشبه خمسية، تنظيم لقاءات ودية قوية مع فرق عالمية وقوية، نستفيد من الاحتكاك فيها! وحبذا لو تم تكوين 3 أو 4 منتخبات سعودية، تتنافس مع بعضها داخل أو خارج المسابقات السنوية الدورية، ويتم دمجها في السنة الأخيرة ليتم اختيار 33 لاعباً ليكونوا جاهزين لدك حصون جميع الفرق الآسيوية في أراضيها، بدلاً من أن نفرح بالتعادل معها في الرياض. [email protected]