ضمن فاعليات منتدى عكاظ الذي يشرف عليه الناقد عالي القرشي، قدم الشاعر سعد الحامدي قراءة أولية ونقداً انطباعياً لديوان"يحاور أنثاه"للشاعر حمدان الحارثي. وما يمكن التوقف عنده في قراءة الحامدي، ملاحظته التشابه والتكرار في قصائد الديوان، ومع ذلك أشاد بتجربة الشاعر على اعتبار أنها تجربة أولى،"يحسب لها فيها جرأته على النشر وامتياز شعره بالغنائية والإنشائية والنفس الطويل". وبحسب الورقة فعنوان الديوان لم تتحقق دلالته، إلا في الثلث الأخير من الديوان، وهو ما سيعلق عليه الشاعر في آخر الأمسية بقوله:"إن الدلالة مستوفاة في العنوان فهو لم يقل يحاور أنثى، بل يحاور أنثاه هو، ما يسمح له بمحاورتها من دون قيود". وأوضح الحامدي التزام الشاعر بما تقتضيه قصيدة التفعيلة من شروط، تتعلق بمراعاة الجرس الداخلي والوزن، إذ لاحظ أن الشاعر لم يكن موفقاً في بعض مقاطع نصوصه في الانتقال من وزن أو قافية إلى أخرى، كما أن الشاعر، في رأيه، أسرف في توظيف التراث واستنطاقه من دون ضرورة لذلك، وبشكل يجعل من الصعب تبرير هذا الخيار أو فهمه، وإنه يجب مراعاة وضوح دلالة النص التراثي عند توظيفه، وهو ما لم يكن واضحاً في الديوان. وأضاف أن الشاعر يبدع فقط حينما يكون مخلصاً للمعنى ومنصتاً لصوته الشعري. الحامدي ختم بالقول إن وحدة الموضوع هي أهم ما في القصيد، وهو ما لم يتحقق للحارثي. وتمايزت المداخلات عما قدمه الحامدي وحاورته بعمق، فالدكتور فوزي خضر اعتبر"أن اختيار العنوان وتقسيم الديوان إلى قصائد عدة وتوظيف التراث تهدي إلى أن الشعراء نوعان: أحدهما شاعر يقدم عالماً شعرياً يصعب دخوله، في حال انعدمت الأدوات المعينة على ذلك، وهذا ينطبق على تجربة الحارثي، الذي يمتاز عالمه بالواقعية وكثافة الصور السريالية التي قد تحدث اللبس عند المتلقي. فيما رأى الدكتور عاطف بهجت أن تجربة الحارثي مختلفة وتحتاج إلى قراءة مرهقة، وهذا يجعل اختلافه مع قراءة الحامدي أمراً حتمياً، مشيراً إلى أن الحارثي في توظيفه للتراث يشتغل على مستويين تقوم عليهما القصة، وينتج منهما في كل مرة معنى جديد وصورة مختلفة. وطرح القاص طلق المرزوقي تساؤلين حول الورقة النقدية، واعتمادها رأياً حدياً معيارياً! وآخر حول أهمية أن يقدم النص الأدبي معنىً جديداً للنص الديني بدل من تقدم المعنى الديني للنص ذاته. وأكد الدكتور محمد القاسم حضور الأنثى في كل قصيدة من قصائد الشاعر، روحاً ومحاورة وأن ما قدمه المحاضر لا يعدو كونه نقداً انطباعياً تم تجاوزه. الحامدي في تعليقه على مداخلات الحضور، قال إن ورقته تعد قراءة نقدية أولى، وإنه لم ينف شاعرية الشاعر، إنما عبر عن رأيه في كيفية كتابة قصيدة التفعيلة ورؤيته إلى الطريقة المثلى لتوظيف التراث".