بدأ اللقاء الشهري لمنتدى عكاظ الشهري بالمشاركات الإبداعية التي عادت بمشاركة قصصية للكاتب محمد البقمي بعنوان " وطن وصفر وخط أحمر " وتدور فكرتها حول مفهوم الوطنية واختلافها تناسبا من فرد إلى آخر. وقدم الدكتور احمد الحسن قراءة له فقال: إن الكاتب جرب تضمين قصته شكلا شعرياً لم يصل للمضمون مع براعة في التوزيع التقني للمفردات. وقدمت القاصة والفنانة التشكيلية سارة الأزوري قصة بعنوان "الرقشاء ". ثم قدم الشاعر حمدان الحارثي قصيدة بعنوان " يحاور أنثاه " نقرأ منها: "عيون المها بين الرصافةِ والجسرِِ" النشيدُ الذي سامرتءهُ النوايا .. تراجعَ عن كلّ أحلامِهِ ،وبنى كوخَهُ من هشيم والطريقُ الترابيُ في قريتي .. يتهجّى ثمَرا لاحَ منذُ الصباحِ.. وجاريةُ الليلِ قد أنجبت توأمين... لعصرٍ ..عقيم ! قصيدة من عمان وقدمت الكاتبة العمانية ريما اللواتي نصاً شعرياً بعنوان" لي نصف قدر" قالت فيه: إلى رجل غيّبه الوقت... وترك لي خلفه حزن يتغلغل في مسام الانتظار.. رجل وهبته نصف القهر... نصف الإرهاق..والأرق.. نصف الحزن..والغضب.. مارستُ معه كل طقوس الرهبنة عن الحديث.. غرقا..باتجاه الصمت.. فاحترقت عند حدوده الفاصلة ..فراشات الأمل.. خواء الآخر وكانت نهاية المشاركات الإبداعية بنص شعري للشاعرة آمال بيومي بعنوان "أنشودة الحب " وهو نص مليء بالذاتية ويكتشف خواء الآخر الذي بنت على العلاقة معه آمالا عريضة وكبيرة ما لبثت أن تلاشت أما الجزء الثاني من المنتدى فكان قراءة لديوان الشاعر صالح الزهراني الأخير (ستذكرون ما أقول لكم) فقد بدأت القراءة بتقديم الشاعر لبعض نصوص الديوان ونصوص جديدة خص بها المنتدى. رافد قرآني أما الورقة فكانت للدكتور عبد الله الزهراني قال فيها: إن عنوان الديوان مستقى من مسترفد قرآني على لسان يعقوب عليه السلام وهنا الشاعر يرتسم الخطى ويستشرق المستقبل موجها الخطاب أيضا لأبنائه ثم عند الدخول للقصائد قال: إن عناوينها بدت موظفة لمضمونها فلديه: ==1== لمن أغزل الشعر المعطر بالنجوى==0== ==0== إذا لم يكن في مثل عينيك يا أروى==2== أما الخطاب الشعري في هذا الديوان فإنه يتجه نحو الوطن في جزء منه ثم إلى الأبناء في جزء آخر لتتم المواءمة المتكاملة بينهما مع شيوع استخدام الرمزية اللفظية. هاجس الأمة وأضاف الزهراني قائلاً: إن الشاعر مسكون بهاجس الأمة وواقعها المتردي ليضع الحلول من مكان لآخر رغم أن المكان الذي تسير فيه سردية النص محوره هو الوطن العربي والإسلامي عامة مع توجهه لمكان سكنه قبلة المسلمين بشيء من الخصوصية. سياق قصصي منتظم الدكتور شوقي أبو زهرة يقدم قراءته بدخول عميق لنصوص الديوان فيقول: إن الشاعر يسير في سياق قصصي منتظم من قصيدة إلى أخرى ومن ديوان إلى آخر ، وأضاف: لن أستطيع اجتزاء شخصية المبدع وتجاهل نسقه في تجاربه الشعرية في دواوينه السابقة فلابد من وضع هذا الرابط قيد الاعتبار فهناك تتبع لسيرة يعقوب عليه السلام والثنائية التي يفرضها الشاعر تأثرا بأدونيس وثنائيته المشهورة فهناك دلالات إبداعية في صور خاصة به داخل الديوان. الدكتور محمود عمار قدم قراءة لنهج الشاعر في سعيه لحمل هم شعبه ومجتمعه المسلم ليصور لنا ما تمر به الأمة من نزف وتدمير. أما التجربة الشعرية عند الشاعر فتبدو ناضجة وجلية بوضوح في شعر التفعيلة بينما لا تصل إلى ذلك المستوى في الشعر العمودي, ومن ناحية العناوين نجدها تشير إلى عناصر جذب للقارئ للوقوف على النصوص والتعمق الشعري للربط بين العنوان والقصيدة . أما الدكتور فوزي خضر فتحدث عن الديوان قائلاً: عند الوقوف على ديوان صالح الزهراني فإنك بصدد عمل فني وإنساني يعد من النقاط المضيئة في الأدب السعودي فنجده يصطاد اللحظات الإنسانية النادرة كما نجده فنياً يستخدم التكرار كقوله: ولما سألتك عما جرى أجبت بأن المدار اختلف تتاجر باسمي ثمانين عاما وتأكل جسمي ثمانين عاما وعند الختام أكون الهدف . ثم نجد الصورة الشعرية تشكل رافدا غنيا للدارس للأدب للبحث والتواصل مع القصيدة التي حملت عدة شواهد عند قراءة القصيدة: وأشار الدكتور خضر إلى أن الناظر في موسيقى الديوان يلاحظ سيره بعشر قصائد نحو شعر التفعيلة وعشر قصائد أخرى بشعر عمودي وقصيدة واحدة بشعر جمع الشكلين. وجاءت أولى المداخلات لتسأل عن أن القراءة كانت مخصصة لديوان (ستذكرون ما أقول لكم) فلماذا شملت جميع دواوين الشاعر، وقال الدكتور شوقي ابو زهرة: إن تناول الدواوين السابقة يرجع لنهج الشاعر الذي رسم سياقا سرديا لنفسه يجعلنا نربط ديوانه الحالي بسابقيه أما القراءة الأكاديمية فأظن أن النهج العلمي الذي تسلكه النقدية الأكاديمية هي الدراسة الأفضل والمقدمة على القراءة الانطباعية غير المنظمة فكل شيء لابد له من منهج ينظمه . أما الشاعر حمدان الحارثي فقد وصف تجربة الزهراني بأنها متقاربة مع تجربة الشاعر عبد الرحمن العشماوي، وقد رد عليه الزهراني بقوله لم تقدم دراسة نقدية لشعري بهذا الاتجاه، بحيث لم توصف كتجربة متماهية مع الشاعر عبدالرحمن العشماوي لا على مستوى البناء وعلى مستوى اللغة وهذا الشيء يعرفه العشماوي جيدا فلدينا تباعد في النهج والأسلوب دون البت فيه بحتمية قاطعة فلدي في دواخلي الكثير لم يصل بعد إلى جمهوري، وموجها خطابه للنقاد بألا يتسرع البعض في تناول النص بنقد انطباعي محض.