كانت جلسة منتدى عكاظ الدورية لهذا الشهر يوم الاثنين الماضي بمثابة نزهة بواحة ربيعية للمتابعين خلال ممنتصف الأسبوع حيث عدة فعاليات ضمت بدأت بالنصوص الابداعية لقاصين قدما للطائف تشجيعا للوجوه الشابة المشاركة واحتفاء الشاعر الوافي الذي سيقدمم قراءة نقدية لفالح الصغير وأحمد الشدوي فقدم الصغير نصا بعنوان (بحث) ثم قدم الشدوي نصا قصصيا آخر هو (خط الأستواء) ليأتي دور الشعر بقصيدة (تمائمم لأنثى خرافية) للشاعر حمدان الحارثي والتي منها : ==1== ألا فأوقظي الحلم فيّ كما جذوة ==0== ==0== غادرتها رياح الشمال بقايا رماد ==2== إلى قوله وفي منعرج الشوق تأتين من طائر الليل أغنية للهدايا من البرتقال ومن خفقة للرضاب ثم قصيدة للشاعر تمام التلاوي بقصيدة (الأرض دفتري الصغير) ومنها : يا أبي شكرا فقد دفأتنا هذا الشتاء قطعت غابات بكاملها إلى أن ذابت العضلات في زنديك وارتفعت تلال من حطب إلى قوله لكن فأسك قد أصابت وردتي وذارع بأسك أسقطت أعشاش طيري يا أبي ثم يقدم نص (أتكسر) للكتابة حرائر ألقاه نيابه عنها الطالب : فائز القرشي ومنه عادت المرايا تحكي قصتها القديمة قصة الأنثى والجمال .. قد غادرت المرايا فأصبحت كل ليلة أرفع ستار العرض لأشاهد قطع بلور تتكسر . ثم نص آخر للشاعرة / ونه بعنوان ( عالم الأطفال) ومنه : أجادل ف الزمان اللي يجازيني بدون جدال ما يرحمني ولا يسمع لصوت وصرخة جدالي ثم قصيدة للشاعرة / عبير الثميري ، والتي تقرأ منها عندما وصلت عيناي إلى ظلام الليل الموحش رأيت البؤس قد رسم على أطراف البحر الهائج وفد أبدى الضيوف إعجابهم الشديد بالنصوص المقدمة ورحبوا بوجود الضيفين : الصغير والشدوي وتشريفهما المنتدى الذي تنوعت أجناسه . بعد ذلك نقل مدير المنتدى الدكتور / عالي القرشي الحديث لضيف الجلسة الشاعر / إبراهيم الوافي الذي قدم من مدينة ينبع تكريما لقارئي ديوانه (سقط سهوا) والذي قدم لهما وردتين من قطوف بستانه الشعري هي نص نخلة ونص (تمام الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد منها : كعام بلا ذاكرة كريح تمل من النحت والتعرية يطل العراق برأس تصدع بين الدمار الذي يشمل الذرع والضرع والغاضبون الذين أرادوا من الحرب أن تسعى للنفط حين تهب الربح على وجهه واحدة . بعد ذلك تبدأ القراءة النقدية لديوان الوافيا سقط سوهو بقراءة الدكتور أحمد الحسن أستاذ اللغة العربية والذي قال: لقد فوجئت بنضج ملفت للديوان على مستوى اللغة فشاعرنا يملك معجبا وافراً وتجربة متميزة ، مشيراً إلى أنه متعمق في التراث يريد أن يسقطه على الواقع تأسيا بالبارودي مع وجود تداخل مع تجربة أبي القاسم الشابي، ثم لديه استغلال موفق لمفاهيم الشعر القديم على أحداث المنازعات والمنافرات التي يصورها واقعنا الحالي والتي شغلت انتماء الشاعر لهذا الهم السامي . ثم ينتقل التعليق للدكتور فوزي خضر الناقد والأكاديمي متحدثاً عن البناء المدور للأبيات الذي يطول عن البيت المعهود للشعر مع اختيار عناوين جذابة تأثرا بعمله الصحفي، أما الموسيقى فلديه خمسة بحور هي المتقارب والكامل والوافر والرمل والمتضارب أما الخيال والصورة الفنية والذي تمتع الوافي بنقلها لنا في صورعدة ليتميز الشاعر هنا عن غيره . أما الزميل صالح القرني والذي قدم مع د. يوسف العارف من مدينة جدة فقد تفاعلا مع هذه الاحتفالية وحرصا على التواصل الثقافي فقد علق الأول على المشاركات المقدمة متسائلا عن سبب اختفاء الشاعرات خلف الأسماء المستعارة . أما عن الديوان فيظهر انتماء الشاعر للشعر الجاهلي من خلال عناوين قصائد الديوان فعنده ارتكاز تراثي لدرجة التماس والتناص وأن الشكل أقرب لملفات الألفية الجديدة ثم هنالك دلالات متكررة مثل الجرح والجراح والليل والنهار والكفاح، ثم الخطاب الشعري متقاطع مع نظرة سردية ليرتقي الشاعر بالنص نحو الأفضل . وجاء ختام المداخلات للدكتور يوسف العارف مدير إدارة الثقافة والمكتبات بتعليم جدة انه بالإضافة إلى استدعاء الشخصيات القديمة فقد استدعت النصوص المواقع التاريحية أيضا مثل سوق عكاظ وحصن عمورية وذلك يعني الشعور بحجم الفجيعة الراهنة التي تعيشها العروبة على جميع المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية لتتولد هذه الثنائية بين الحاضر والماضي مما شكل علاقة متداخلة لعنوان الديوان مع موضوعاته التي توحي بالفقد والحرمان والمجهول والنسيان . @@ حضر الجلسة مساعد مدير التعليم الأستاذ / صالح الشافي وأعضاء النادي الأدبي وهيئة التدريس بالكليات وجامعة الطائف استمرت الجلسة زهاء الساعات الثلاث ونصف الساعة حيث تمتع الجمهور بهذه السهرة الثقافية التي جددت النشاط لاستئناف العمل في الأيام القادمة .