اشتهر في شارع المنصور أحد أشهر أحياء مكةالمكرمة التي شهدت بداية انطلاقاته الكروية على الملاعب الترابية.. حيث تابعه"كشاف"المواهب في نادي الاتحاد وأغدق عليه بالمال الذي يسيل له اللعاب. وكان والده أكثر من وقف إلى جانبه ودعمه لسببين احدهما الحاجة إلى الكسب السريع والآخر ميول العائلة ل"العميد". وقبيل وفاة والده منذ أشهر أسدى إليه بالنصح ودعمه بما كسبه في الحياة من خبرة وتجارب امتدت عشرات السنين. وحينما استرد محمد نور عافيته المادية في الآونة الأخيرة وبلغ من المجد والشهرة ما لم يبلغه أبناء جيله شرع في تحقيق رغبة والديه وإكمال نصف دينه ولاسيما ان والده كان يصر عليه بالزواج لأنه شعر بقرب الرحيل إلى الرفيق الأعلى، ولبى الفتى الذهبي رغبة والديه وتعالت الزغاريد ما بين جدةومكةالمكرمة في العام الماضي وشهد شارع المنصور أروع احتفالات الأعراس آنذاك. وذهب الجميع يؤكد أن استقرار محمد نور سيدعمه خطوات باتجاه الشهرة والمجد. وشعر النقاد بالقلق تجاه نجومية نور التي سطعت في سماء الكرة السعودية من خلال قيادته الاتحاد للعديد من الانتصارات واعتلاء منصات التتويج الأمر الذي دعاهم إلى توجيه عدة رسائل غير مباشرة في حينها نصحوا فيها اللاعب بعدم التعالي على الكرة، خصوصاً أن الجميع لاحظ"الغرور"الذي ينتاب اللاعب تارة وما يقوم به من مشاركات في ملاعب الأحياء تارة أخرى بالذات في شهر رمضان الذي يشهد دورات رياضية مكثفة في السعودية. ووجه المدير الفني كندينو آنذاك عدة إنذارات للاعب بإبقائه على دكة الاحتياط إذا لم يدع مداعبة الكرة في أحياء مكةالمكرمة. هذا التهديد كان أشبه بقرصة الأذن وآتت ثمارها حين كف نور والتزم بالمواظبة على تدريبات فريقه الاتحاد. خطوات النجاح المتتالية قادت نور إلى تمثيل منتخب بلاده في المحافل العربية والقارية والدولية وبرز بشكل لافت في بطولة كاس العرب الأخيرة وساهم بشكل فعال في تتويج"الأخضر"باللقب وحصل على اللقب الشخصي له كأفضل لاعب عربي.. كما أنه نافس بقوة على لقب أفضل لاعب خليجي في نسختها ال16، وساهم بشكل فاعل في حصول منتخب بلاده على اللقب. ويبدو أن اللاعب شعر حينها بأهميته على خارطة الفريق والنجومية فمبجرد عودته إلى جدة أعلن ضجره من راتبه في ناديه مدعياً انه يستحق الأكثر والأفضل.. وساوم إدارة ناديه كثيراً وقاطع التدريبات وهدد بالرحيل إلى أن حسم رئيس النادي منصور البلوي الأمر ومنحه مقدم عقد تجاوز 4 ملايين ريال إضافة إلى عمارة سكنية وسيارة فخمة من نوع"همر"إضافة إلى المميزات الأخرى.. وعلى الرغم من حصوله على هذه المميزات إلا أن الشائعات توالت في أروقة الاتحاد تقول بأن نور حصل على تلك الامتيازات دون توقيع عقد مع ناديه. ويرى النقاد أن هذا الثراء الذي لم يكن يحلم به نور أدى إلى تحويل عطاءه الميداني إلى المزاجية واتضح ذلك جلياً عندما سقط الاتحاد في ذهاب نهائي الأندية الآسيوية البطلة أمام سونغنام الكوري 1-3 وكان نور أحد أسوأ لاعبي المباراة لكن المفاجأة كانت في مباراة الرد في كوريا حين كان نور الفارس الذي امتطى صهوة جواده فحضر في وسط الملعب وتملك زمام الأمور وساهم بشكل فاعل في صناعة الأهداف الخمسة التي كانت حصته منها هدفين فحقق اللقب الآسيوي وهو ما أجبر وسائل الاعلام على الحديث عن الروح القتالية التي لعب بها نور لتصرخ الجماهير وتصف نور بأحد ألمع نجوم الكرة العربية والآسيوية على حد سواء وليعول عليه أنصار الكرة السعودية الكثير ليكون الحلم القادم الذي سيقود منتخب بلاده إلى منصات التتويج في خليجي 17 والتصفيات المؤهلة لكاس العالم المقبلة خصوصاً في ظل غياب النجم نواف التمياط بسبب الإصابة التي يعاني منها. لكن نور خيب كل التوقعات وفشل في أولى المهمات وخذل جماهير بلاده بتعاليه على الكرة واستهتاره وحصوله على بطاقتين ملونتين في لقاء الافتتاح أمام الكويت وفي الجولة الثالثة الحاسمة أمام منتخب البحرين ليسقط من هرم النجومية الذي اعتلاه قبل الدورة بأيام . وكان لابد من عقوبة توقظ نور من سباته وتعيده إلى دائرة التوهج مجدداً، وهذا ما أصدره فعلاً الاتحاد السعودي بإيقافه لنهاية الموسم محلياً وخارجياً وعدم شموله بأي إعفاء قد يصدر خلال فترة إيقافه، ويرى الكثير من النقاد حاجة نور لمثل هذا القرار الذي جاء في وقته لإعطائه فرصة لإعادة حساباته وترتيب أوراقه الرياضية، قبل أن يخبو نجمه ويتوارى تألقه.