تناقلت وسائل الإعلام الإنجاز الاتحادي الأخير وتتويجه لكأس الآندية الآسيوية, وأسهبت في وصف هذا الانتصار ومنحته مجالاً واسعاً. ليس لأن الاتحاد اسم عريق والمتوج مع آسيا في هرم التصنيف العالمي بل لأنه يبحث عن المشقة والصعاب ثم ينفذ منها وسط تصفيق الجميع. ولعل الخسارة التي وقع فيها في آياب النهائي الآسيوي في جدة أمام سونغنام الكوري وضعت أبناء "العميد" في مقف لا يحسدوا عليه. ولكن في لقاء الرد كان الرد قاسياً لم يتوقعه أحد, بل الصدمة التي شلت شوارع العاصمة الكورية سيؤل وتوحدت الروح وتضافرت الجهود في إعادة رسم الابتسامة على شفاه كل من وقف إلى جانب ل هذا "العميد" في النهائي إذ كان رمز فخر للكرة السعودية والعربية. كان منظر اللاعبين رائعاً ودموعهم تتساقط قبل عرقهم, وابتسامات أخذت مساحات واسعة أمام كاميرات القنوات الفضائية، و كان هداف الفريق حمزة إدريس صاحب الهدف الثاني من روزنامة الأهداف الخمسة أكثر اللاعبين بكاء وأكثرهم فرحاً، اتجه إلى الجاليات العربية المتناثرة على جنبات المدرجات الكورية، وهو يلوح لهم بكفه وكأنه يوحي إلى وداع الكرة واعتزالها بعد عطاء على العشب الأخضر امتد لأكثر من 18 سنه. ويرى النقاد في حمزه اللاعب المثابر الخلوق الذي نجح في كسب ووكل اللاعبين والإداريين. وبعضهم جعله في مصاف اللاعبين القلة الذن أدركوا معنى الاحتراف ومارسوه في حياتهم اليومية وتكيفوا مع في الملاعب السعودية إذ أن عمره تجاوز ال36 ولازال يمارس هوايته في هز شباك منافسيه. ويؤكد النقاد أنه من اللاعبين الأذكياء الذين يجيدون التمركز واقتناص الفرص. بل ذهب بعضهم إلى نعته بأنجح الصفقات الاتحادية مع المحترفين، وخير شاهد استمراره سنوات طويلة مع "العميد" على عكس الكثير من المحترفين الأجانب الذين لهم أسماؤهم بمواصلة المشوار مع الاتحاد أمثال البرازيلي ببيتو وسيرجيو نيورد وسيرجيوهيريرا وغيرهم. ويرى إدريس أن لحظات اعتزال الكره اقترب كثيراً وجاء في وقت مناسب بعد أن تراجع نهاية الموسم الماضي عن إعلان الاعتزال وفضل الاستمرار لموسم آخر بناء على رغبة النادي منصور البلوي، وألمح "البرق" أنه يعتزم حزم حقائب الاعتزال نهاية الموسم الرياضي المحلي "بالتأكيد أنه الموسم الرياضي الأخير"، وأشار إلى سعادته بما حققه من إنجازات سواء مع منتخب بلاده أو ناديه وأنه راض عن كل ما قدمه طيلة مشواره الرياضي "بذلت قصارى جهدي من أجل إسعاد الجماهير وأكبر هديه الاحتفاء الخاص الذي ألامسه وأشاهده دائماً معهم. وأكد حمزه إدريس أنه سعيد للغاية بالإنجاز الاتحادي وسعيد بأنه ساهم في التسجيل "اكرمني الله بتسجيل أحد الأهداف وباللقب" ونصح إدريس زملاءه اللاعبين في الأندية بالصبر والكفاح والاهتمام بالغذاء والسلوكيات، واتباع توجيهات المدربين والإداريين فهي أحد أسباب نجاح اللاعب وتألقه. وأشاد بالروح الاتحادية في المواقف الصعبة وأن الاتحاد تميز بذلك.