نجحت شركات النقل الجوي في كل شيء تقريباً في ما يتعلق بصناعة السفر، فرحلاتنا أصبحت أكثر أماناً وأسرع وصولا، وأصبحنا نلقى رعاية واهتماماً أكثر، وصار الحصول على مقعد اسهل من أي وقت مضى، لكننا ما زلنا نعاني نحن، معاشر المسافرين، من دفع مبالغ خيالية لأمتعتنا الزائدة عن الحد المسموح به، ومن يسافر مع أفراد عائلته صيفاً يعرف تماماً ما اتحدث عنه. كأننا محاصرون بهم الوزن الزائد، وكثيرون يقتطعون من ميزانياتهم مبالغ لشراء أجهزة التخسيس ورسوم اشتراك في أندية رشاقة، لنجد شركات الطيران في مواجهاتنا لتفرض رسوماً باهضة على كيلوغرامات زائدة في حقيبة السفر. الالتزام بالوزن المحدد للحقائب نظام علينا جميعاً التقيد به، والا تحولت رحلة الطيران لما يشبه ركوب عبّارة بحرية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الرسوم الإضافية لا تتناسب مع ثمن التذكرة فعلاً، ودردشة خفيفة مع موظف شركة الطيران تجعلك تدهش بأن رسوم وزن الأمتعة الزائدة قد وضعت في طريقة تشعر معها بأنها وسائل عقابية أكثر من كونها تنظيمات . الأمتعة الزائدة في المطار شر لابد منه، صحيح أن حدود الوزن المسموح للامتعة توضح عادة على تذكرة الطيران، لكن قلة من المسافرين يتمكنون من قراءة التعليمات المطبوعة بخط صغير ويتفاجؤون فعلاً بما لا تطيقه ميزانية رحلاتهم، ويضطر كثيرون لتلافي هذا النزف في مصروفاتهم باللجوء الى وسائل احتيال أخرى وهي الأمتعة المحمولة باليد، هي أيضاً وبال على باقي المسافرين في الرحلة، فهي عبارة عن حقيبة محشوة بالضغط القسري، مرشحة دائماً إلى ان تسقط على رؤوسهم حال اقلاع الطائرة او عند الهبوط. ?هذا المقال غير مخصص للأثرياء، ولذلك فلا أتوقع ان يقدم على قراءته راكب تشاركنا معاً في رحلة دولية الصيف الماضي، وبرفقته سبعة صقور جميلة احتلت افضل مقاعد الدرجة الأولى قيمتها ثروة تستحق العناية، لكن ما فات على راكبنا وتحسّرنا نحن الركاب ممن دفعوا رسوم الوزن الزائد انه ضيّع ثروة اخرى تصل الى ثلثمائة كيلوغرام هي حمولة امتعة لم تستغل. [email protected]