الصادرات السعودية تطلق خدمة "الإعفاء مقابل التصدير"    مهرجان أبوظبي يكشف عن برنامج دورته الثانية والعشرين لعام 2025    القيادة تهنئ ملك مملكة بوتان بذكرى اليوم الوطني لبلاده    المملكة نحو ذكاء اصطناعي شمولي ومبتكر بدعم ولي العهد    الخارجية الفلسطينية تطالب مجلس الأمن الدولي بوقف حرب الإبادة والتهجير وحماية حل الدولتين    مركز إثراء يحتفي بيوم اللغة العربية    «الداخلية»: كشف وضبط شبكة إجرامية تهرب المخدرات في خلايا النحل    الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء    طقس شديد البرودة شمال المملكة    رئيس هيئة الترفيه يعيّن نايف الجعويني مديراً لبطولة كأس موسم الرياض للسنوكر    بالتنسيق مع ذوي العلاقة.. «نظام الأوقاف»: إنشاء كيانات تمويلية وصناديق استثمارية    رينارد: أريد الثأر بتحقيق كأس الخليج    فهد بن سلطان: التخطيط الحضري المتوازن يحسّن جودة الحياة ويحقّق التنمية    5 اكتشافات جديدة في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    فهد بن سلطان يستعرض مخطط مدينتي تبوك وتيماء    الشورى يوافق على اتفاقيات قضائية وتقنية    «الشورى» ل«جامعة جدة»: طوّروا البنية الرقمية ونمّوا مواردكم    محمد بن عبدالرحمن يعزي بوفاة العماني    استعداداً لمنافسات كأس خليجي 26 بالكويت.. اختبار جاهزية الأخضر بودية ترينيداد    «جدة تقرأ».. تظاهرة ثقافية تجمع الأدباء والقراء    «ندوة العُلا» توصي بتعزيز السلامة من الحرائق في المواقع التراثية    سند الثقافة والوعي    ماذا تعني بعض أسماء مُدن المملكة؟    ضيافة الأطفال بالمسجد النبوي.. تجربة إثرائية    5 علامات بسيطة ترصد الخرف!    تبرع بدمه.. الجلاجل يدشّن مركز «دمي صحة»    سلّم 100 وحدة سكنية لمتضرري السيول في اليمن.. مركز الملك سلمان يواصل مساعداته للاجئين السوريين    تسويق وترفيه    اجتماع «البعثات السعودية» يناقش أولويات السياسة الخارجية    محافظ جدة يطلع على برامج الصندوق الزراعي    77 ألف مستفيد من برنامج ريف    في الجولة ال 14 من" يلو".. الجندل يلتقي الجبيل.. والحزم يواجه العين    الأخضر السعودي تحت 21 يتعادل مع منتخب قطر ودياً    تتويج الفائزين ببطولة المملكة لكرة المناورة    نقص الكوادر الأكاديمية وتأثيره على جودة التعليم العالي    هذا ماحدث لزاهية    Bitcoinتقفز 145% خلال 2024    مُخ العبادة    لا تتركوا شاحن الهاتف ب«الفيش» بصفة دائمة    المملكة تدين التوسع الاستيطاني في الجولان المحتلة    عصير الرمان كولاجين طبيعي للجلد    إطلاق ذكاء اصطناعي لفهم «لغة النباتات»    الأدوية التى تقلل كفاءة موانع الحمل الهرمونية    سوريا إلى أين.. ؟!    أسوان والتوأمة السياحية للمدن السعودية    تنمية «صيدنايا» و«الكبتاجون»    سوريا.. اثنا عشر عاماً واثنا عشر يوماً!    أوقفوا بن نافل    أمير تبوك يثمن حصول إمارة المنطقة على المركز الأول بين إمارات المناطق    استثناء فئات من الاختبارات المركزية بالمدارس    مدير هيئة الأمر بالمعروف في عسير يلتقي مدير عام السجون بالمنطقة    منتدى للمحيط الإقليمي بجازان    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة على شمال المملكة    تدشين مبادرة "اللحمة الوطنية دين ومسؤولية" بمحافظة أحد المسارحة    دولة نائب رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية يصل المدينة المنورة    الداخلية تضبط شبكة إجرامية تمتهن تهريب المخدرات عبر مؤسسة استيراد نحل محلية    السعودية هكذا.. لا تقنع بما دون النجوم    الدحض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طين خويلدي ... لشعر حرير ولا قشرة بعد اليوم !
نشر في الحياة يوم 25 - 01 - 2005

شكوت من القشرة فنصحتني ب"بعض الغرامات من الطين الخويلدي وصفار البيض. امزجيهما جيداً. ضعيه على شعرك وخلليه جيداً". هكذا تردد أم محمد 47 عاماً الوصفة التي حفظتها للقضاء على القشرة، قبل أن تظهر ماركات الشامبو الكثيرة كثرة نجوم السماء. وجميعها تعد مستخدميها بشعر سهل التصفيف، خال من القشرة.
لم تغر الإعلانات الكثيرة التي تبث عبر التلفزيون، أم محمد لتغيير رأيها. وتقول:"إنها تأتي بالحساسية للرأس، وتتسبب في تساقط الشعر... لم نكن نعرف من الشامبو شيئاً، كنا نلجأ إلى الطين الخويلدي لغسل الشعر فهو أفضل من البلسم والدهانات التي توصف بأنها تذهب القشرة عن الرأس".
عرف الطين الخويلدي بين سكان منطقة القطيف منذ زمن طويل، وتعددت استخداماته بين غسل الشعر والجسد، وغسل الملابس، وجاءت تسميته بالخويلدي نسبة للقائمين باستخراجه، وهم أهل الخويلدية دون سواهم من قاطني منطقة القطيف.
يقول إبراهيم عباس الشهاب 49 عاماً موظف في ارامكو، إن"أهل بلدته الخويلدية هم فقط من كان يستخرج الطين، لذلك سمي باسم قريتهم". ويضيف أنهم"كانوا يبيعونه الى تاجر في القطيف، يقوم بدوره بتوزيعه على التجار والعطارين".
ويستخرج الطين من جبل براك، الذي يقع بعيداً عن قرية الخويلدية وقريباً من قرية الجارودية. وهذا الجبل ليس جبلاً كما يتبادر الى الذهن، بل هو عبارة عن تلة ترتفع عن الأرض نحو خمسة أمتار، إلا أن تركيبتها من الحجارة الصخرية اكسبتها اسم الجبل، من دون هيبة الجبال، وصنع الحفر المتواصل تحتها لاستخراج الطين، مغارة كهف ضيقة الاتساع ومنخفضة السقف، تجبر الداخل إليها على الزحف بعض الأحيان للوصول إلى منجم الطين. لم تعد هذه التلة موجودة، إذ أزالتها البيوت الزاحفة اليها والى مزارع النخيل حولها في قرية الجارودية.
ولم ينسَ كبار السن في قرية الخويلدية الحادثة التي وقعت، قبل أكثر من ثمانين عاماً، حين توجهت ثمان من النساء الى أرض الجبل، لاستخراج الطين من باطنه. يقول الشهاب"كانت أمي احداهن، كن جميعاً متزوجات حديثاً، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك. لم يعلمن أنهن يمشين لحتفهن تحت أنقاض المغارة. حين توسطن المغارة انهارت عليهن. لم تكتب النجاة إلا لأمي، وبقيت تحت الأنقاض نحو يومين، سارع أهل البلد لنجدتهن، لكن الأوان كان قد فات". ويشير إلى ان احد رجال الخويلدية الذين هرعوا الى الموقع عبد الرحيم آل انتيف، سمع صوتاً ينبعث من تحت الأنقاض، عرف حينها أن هناك واحدة على قيد الحياة. انقذت أمي وأخذت الى البيت واستمرت فترة طويلة تعالج من آثار الرضوض التي خلفها انهيار الحجارة فوقها".
لم تنه تلك الحادثة الحاجة للطين الخويلدي، وعاد الناس الى استخراجه كما كان سابقاً بالحفر تحت ما يسمى جبلاً. وكان يطلق على مكان استخراج الطين المقلع.
تقول أم محمد إن"بعض النساء يستخدمن الطين لتعطير الملابس، بوضعها في سلة مصنوعة من سعف النخيل الزبيل. ويوضع فوق الثياب بعض الطين والريحان". وتشبه الرائحة التي تلتصق بالملابس"رائحة جسد خرج للتو من حمام ساخن".
وتقول أم عباس 71 عاماً من أهل الخويلدية إن"الطين نوعان: ابيض يستخدم لغسل الملابس وبخاصة الأسود منها، والثاني يميل لونه الى الأخضر، يستخدم لغسل الشعر والجسد". وتقول إن"كلا النوعين يسمى بالطين الخويلدي".
وما زال البعض يستخدم الطين، وهناك من يبيعه إلى الآن سواء في الأسواق الشعبية كسوق الخميس أو في البيوت، وتفيد أم عباس"في السابق كان هناك باعة متجولون بين القرى، متخصصون في بيع الطين الخويلدي. كانوا ينادون على بضاعتهم بصوت عال طين خويلدي". وتتراوح أسعاره بين العشرة ريالات والخمسة للكيلو الواحد. ومن يرغب في التجربة فعليه مراجعة اقرب عطار قطيفي، أو عجوز خويلدي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.