ما شاء الله ولا قوة إلا بالله اللهم زدها عزاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً، هذه هي المملكة العربية السعودية، منذ نعومة أظفاري وأنا أتغنى بها، وأردّد: ( روحي وما ملكت يداي فداه ، وطني الحبيب وهل أحب سواه ، منذ الطفولة قد عشقت ربوعه ، إني أحب سهوله ورباه) إلى آخر هذه الأغنية الوطنية الراقية والصادقة والتي ما من سعودي وسعودية من جيلي وأصغر وأكبر، إلا وتغنوا للوطن بهذه الكلمات ووصل ترددها للأجيال الحالية ، عشق السعوديين للوطن واعتزازهم به وبقيادته، بلغ كل مبلغ، وأصبح بفضل الله درساً يستحق أن يدرّس للعالم ، وأنا كمواطنة، أرى ذلك في نفسي وحولي وفي كل المواقف والأحداث في وطني وفي العالم ، المجريات خلال السنوات الأخيرة أكدت أن السعودية بلد طموح، وطموحه بلا حدود، طموح من أجل الارتقاء والرفعة، طموح يسابق الزمن لتكون المملكة في مقدمة دول العالم، ويشار إليها بالبنان، وتستوقف كل ذي لب. فهؤلاء البدو أهل هذه الأرض المباركة التي منها النبي المختار الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور النبي المعجزة البدوي الذي تمَّم مكارم الأخلاق، وقاد الجيوش، وفتح الدول والبلدان، ونشر الإسلام بعزيمة وذكاء وهمة البدوي القوي الأمين الشجاع الذي صبر واحتمل، وحين اكتمل الدين بحلاله وحرامه ومكارم أخلاقه، كانت الآية الكريمة :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). فكان الإسلام الذي يدين به اليوم أكثر من 2 مليار مسلم في العالم وكل يوم يزداد العدد حتى يكون الإسلام هو المتسيِّد لديانات العالم عدةً وعدداً بإذن الله. هذا هو الأثر العظيم الذي تركه أعظم رجل عرفته الأرض محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وستظل بأمر الله وحفظه هذه الأرض محفوفة بعناية المولى عزّ وجلّ، فقد سخر لها شعب عظيم محب وفي، كما سخر لها قيادات عظيمة محبة ومن أهلها، وسخر لها مقدرات وكنوز، عرف القائمون عليها كيف يستثمرونها، ويوظفونها لمصلحة الوطن، وخدمات المواطن. فكانت السعودية العظمى اليوم ولله الحمد. أهل السعودية يعتزون بكل ذلك ويدركون النعم التي يرفلون فيها ، ومع كل ذلك التقدم، هم لازالوا يعتزون بجذورهم ويفتخرون بالإبل والخيول والخيام وتربية الأغنام ورحلاتهم البرية واستجمامهم في هذه الأجواء. يؤكد ذلك باختصار مذهل ( السعودية عظيمة بتاريخها وبدينها وشعبها وكنوزها وقيادتها )، وكل ركن من هذه الأركان، لا تكفيه مجلَّدات الأرض شرحاً وتقديراً. لن أكون مبالغة حين أعتبر كل ما كتبته أعلاه مقدمة حب ووفاء وفخر واعتزاز لوطني، وهي لا شك تنبض في قلوب السعوديين العاقلين المدركين لنعم الله عليهم حين قدر لهم أن يكونوا من أهل هذه البلاد العظيمة، والذين لا ينسون أبداً أن يحمدوا الله ويشكروه على ذلك. ولا أكتمكم شعور الفرح والاعتزاز للحراك الثقافي والعلمي والاجتماعي الحاصل في المملكة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ممّا يعكس دورها الفعال والهام على الساحة العالمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: استضافت السعودية مؤخراً العديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالتطوير والاستدامة والاقتصاد والابتكار والاستثمار والذكاء الاصطناعي والسلام والتفاهم على القضايا العربية والإسلامية والدولية، ناهيكم ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله) على ما حصدته المملكة وتحصده على مستوى العالم من جوائز ومراكز متقدمة في مختلف العلوم والإنجازات. هذا التنوع في الإنجازات والفعاليات، بالإضافة لاهتمام المملكة ومتابعتها لكل الأحداث، وحرصها على السلام والأمان في الشرق الأوسط والعالم، كما تحرص عليه في أرضها. كل ذلك جعلها محطّ تقدير العالم فصارت مركزاً عالمياً ونموذجاً مشرفاً للنجاح، ففازت بجدارة وتفوق باستضافة معرض اكسبو 2030، كما فازت بتنظيم كأس العالم 2034 وبتفوق وجدارة أيضاً، فهنيئاً لهذا الوطن بقيادته وبشعبه، وتهنئة من القلب للمليك وولي عهده بهذه المكانة وهذه الإنجازات وهذا التميز المتسارع، وتهنئة للشعب السعودي، ولكل المحبين المخلصين من سعوديين وعرب، لأن السعودية قِبلة العالم وقلبه النابض وتميزها، ومكانتها تعزِّز دورها الإيجابي في قضايا العرب والمسلمين، فهي دولة لا تعرف الحقد والكراهية، وتسعى جاهدة لخدمة السلام وانهاء الحروب التي تورث الخوف والمرض والجوع، وبفضل الله للمملكة دور جلي في ذلك، ويد طولى تمتد بالخير في كل مكان في الكرة الأرضية يعترف بذلك المنصفون وينكره المرجفون الحاقدون. وتبقى السعودية بقادتها ورؤيتها وطموحها وعزيمة شعبها، تعانق النجوم وكأنها تقول: (إذا غامرت في شرف مروم ، فلا تقنع بما دون النجوم) اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً ودمتم.