الخويلدية تقع على بعد ميل من محافظة القطيف في الجهة الغربية الجنوبية، وهي من المواقع المشهورة على نطاق واسع في المحافظة، بل إن شهرتها امتدت إلى بعض الدول المجاورة، نظرا لاقتران اسمها بطين (البيلون) أو ما يعرف محليا ب(الطين الخويلدي). كانت المدينة قديما مسورة، وتتكون من 150 منزلا، ولها ثلاثة مداخل رئيسية؛ هي المدخل الأول: الواقع بين مسجد الشيخ محمد (السدره) شمالا، والمدخل الثاني الواقع بين منزل الحاج حسن القاسم ومنزل جعفر ومحمد السادة جنوبا، المدخل الثالث الواقع بين منزل الحاج أبو إبراهيم آل نتيف والحاج على بن حسين الصويلح شرقا، ولهذه المداخل بوابات تغلق ليلا ويقوم على حراستها مجموعة من الأهالي. تمتهن عوائل معروفة من أهالي الخويلدية استخراج الطين من المناجم في المنطقة الواقعة بين الخويلدية الجارودية، ومن تلك العوائل عائلة شيف والنويس والجساس، وكان العمال يقصدون تلك المناجم منذ الصباح الباكر ويستمر العمل حتى ساعات الظهر تقريبا، حيث تستخدم الحمير كوسيلة وحيدة في نقل الطين على ظهورها بواسطة أوعية من الخوص النخيل تعرف باسم (الزنبيل).وكان الطين المستخرج من تلك المنطقة يجد طريقه لمختلف مناطق الشرقية، والبعض الآخر يصدر إلى العراق والكويت وقطر والبحرين ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة وغيرها من المناطق. ذكريات المنجم ويروي الآباء الكوارث التي شهدتها تلك المناجم، الأمر الذي أدى إلى وفاة البعض، لا سيما أن عملية استخراج الطين أشبه ما تكون بطريقة استخراج الفحم من المناجم، حيث يتم حفر أنفاق على عمق متر إلى مترين، ما يجعل عملية الدخول فيها غاية في الخطورة، بيد أن شظف العيش والحاجة تجبران البعض على المخاطرة بحياته في سبيل الحصول على بعض المال لإعالة أسرته. وبحسب رضي السادة أن الحادثة الشهيرة التي يتناقلها الجميع منذ سنوات طويلة، تتحدث عن انهيار منجم الطين فوق رؤوس العاملين ولم ينج سوى امرأة، موضحا أن دخول النساء في تلك المنطقة جاء بهدف الحصول على كمية من الطين لتأمين الاحتياجات المنزلية، مؤكدا أن الجيل الذي يبلغ من العمر 50 إلى 60 سنة، لم يدرك مهنة استخراج الطين. علاج بالطين وأشار عباس العميري إلى أن الطين الخويلدي كان يستخدم كعلاج لقشرة الرأس وذلك بعد خلطه بصفار البيض، مضيفا أن فوائده كثيرة لفروة الرأس؛ نظرا لعدم احتوائه على مواد كيميائية، فهو طبيعي، وبالتالي هو غني بالكثير من العناصر الطبيعية، إضافة لاستخدامه في غسيل الملابس، خصوصا أن الصابون في تلك السنوات لم يكن معروفا، وبالتالي كان الطين يمثل الخيار المناسب لتنظيف الملابس. مدارس مستأجرة وقال إبراهيم ماجد إن الخويلدية تعاني من تكدس طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية في مبانٍ مستأجرة، فالمدرسة المتوسطة تمثل خطرا داهما على الطالبات، جراء تكدس أكثر من 300 طالبة في مبنى مكون من دورين، بالإضافة إلى طبقة مغطاة من الصفيح في الدور الثالث، الأمر الذي يمثل مشكلة حقيقية للطالبات خلال فصل الصيف، نظرا لأشعة الشمس التي تضرب السطح طوال ساعات النهار، مطالبا بضرورة إيجاد مبنى مستقل يضم الطالبات في المرحلة المتوسطة على غرار المدرسة الابتدائية التي تضم الطالبات. بينما قال أنور رضي إن معاناة طالبات المرحلة الثانوية لا تقل عن معاناة طالبات المرحلة المتوسطة، فالمبنى المستأجر يمثل مشكلة كبيرة تتطلب حلولا مناسبة، كما حصل بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية التي انتهت عمليات إعادة بناء المدرسة القديمة التي جرى هدمها وإعادة إنشائها مجددا، مضيفا أن طلاب المرحلة الثانوية يعانون كذلك مشكلة المبنى المستأجر. افتراش الباعة وذكر نوري إبراهيم أن الخويلدية تفتقر لسوق للخضار والفاكهة، حيث يضطر الباعة لافتراش المنطقة الواقعة في وسط القرية، اذ يبدأ الباعة في عرض بضائعهم بعد الساعة الثالثة عصرا، بالإضافة إلى باعة الأسماك، الأمر الذي يمثل إزعاجا كبيرا للمنازل، خصوصا أن الروائح المنتشرة من بقايا الأسماك تدخل المنازل القريبة، مطالبا البلدية بضرورة إنشاء سوق مستقلة لتخدم القرية، خصوصا أن الأهالي يضطرون للذهاب إلى السوق المركزية لشراء الاحتياجات الضرورية، لا سيما أن الباعة الجائلين لا يعرضون جميع السلع المطلوبة. وأوضح محمد السادة أن بعض المخططات الجديدة التي برزت خلال السنوات الماضية تفتقر لبعض الخدمات الأساسية؛ منها الصرف الصحي وغيرها من المتطلبات. غياب المساحة المهندس جعفر الشايب رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف، أوضح أن إقامة سوق في الخويلدية أمر بالغ الصعوبة، نظرا لعدم وجود مساحة كافية لإقامة مثل هذه السوق، موضحا أن القرية كانت تضم سوقا للخضار والفاكهة، بيد أنها أزيلت منذ سنوات طويلة، نظرا لكونها آيلة للسقوط، ومشيرا إلى أن الشارع الرئيسي للقرية تمت سفلتته بالكامل من قبل وزارة النقل، فيما تتم سلفتة جميع الشوارع الداخلية وإعادة تطويرها بشكل كامل من قبل البلدية.