بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، تسلط «عكاظ»، الضوء على معاني أسماء بعض مدن المملكة العربية السعودية، مستندة إلى معاجم اللغة العربية الفصحى ومصادرها التاريخية والثقافية، وذلك لإبراز العمق اللغوي والثقافي الذي تحمله هذه الأسماء ودورها في إبراز الهوية الوطنية. الرياض اسم علم مذكر ومؤنث من أصل عربي، وهو جمع «روضة»، بمعنى الأراضي الخضراء المخصبة. في القرن السابع عشر الميلادي، أُطلق هذا الاسم على مجموعة القرى وسط نجد، لأنها كانت قديماً عبارة عن بساتين وحدائق غمرتها مياه الأمطار، وتجمعت فيها السيول. خلال فصل الربيع كانت هذه الأراضي تجود بالنباتات المتنوعة، ومن ذلك جاء اسم «الرياض». مكة جاء اسم «مكة»، وفق بعض كتب اللغة من كلمة تعني «جذب الفصيل ثدي أمه ليمتص حليبها»، إشارة إلى أن مكة امتصت قلوب المسلمين. كما قيل إن الاسم يعني «تمك الذنوب»، أي تذهب بها، أو أنه يشير إلى دفع الناس بعضهم بعضاً فيها. وورد اسم مكة في مصادر يونانية وسريانية ورومانية قديمة بأسماء مثل «مكرابو»، و«مكا»، و«مكرابا»، وجميعها تعني «المدينة المقدسة». جُدةتُنطق «جُدة»، بضم الجيم، بمعنى شاطئ البحر، أو «جِدة» بكسر الجيم. وهناك من يذهب إلى تسميتها «جَدة» بفتح الجيم، بمعنى الجدة، نسبةً إلى أمنّا حواء، التي يُقال إنها دُفنت فيها. الباحةتعني «الباحة»، في اللغة الساحة أو فناء الدار. ومن معانيها أيضاً وسط الطريق، والنخل الباسق، والماء الكثير. عُرفت مدينة الباحة قديماً بأسماء مثل «حديقة الحجاز»، و«ضيعة مكة»، و«بلاد غامد وزهران». القصيمورد في «لسان العرب» أن «القَصِيمة» تعني الأرض السهلة كثيرة الشجر. وذكر «الصحاح» أن القَصِيمة هي رملة تنبت شجر الغضا. وأضاف أبو حنيفة الدينوري أن «القَصِيم» من دون الهاء يشير إلى أجمة الغضا، أي الشجر الكثيف الملتف من هذا النوع. الجوفيشير اسم «الجوف» إلى الأرض الواسعة التي تسيل فيها التلاع والأودية، وهو أوسع من الشعب. تُعد منطقة الجوف من أخصب المناطق في المملكة العربية السعودية، لما تمتاز به من وفرة في الموارد الطبيعية. الأحساء تعني الأرض الرملية التي توجد تحتها طبقة سُفلى من صخر صلد تحفظ ماء المطر لفترات طويلة. يمكن الوصول إلى هذا الماء بسهولة من خلال الحُفر، التي تُسمى «حسى». وبسبب كثرة الأحسية في هذا الموقع عُرفت المنطقة باسم الأحساء. نجرانيشير اسم «نجران» في اللغة إلى «خشبة يدور عليها رتاج الباب». ولعل المعنى يدل على أنها كانت المكان الأول الذي قصده السكان للاستقرار. ويعود اسمها أيضاً إلى الحقول الخضراء والأشجار الممتدة التي تحمي المدينة من رياح الخماسين، كما ورد في عدة مصادر منها ياقوت الحموي.