المغامرة والصبر و"الجلد"هي شعار هواة القنص ومحبي الأماكن البرية، ويمكن التعرف على هذه السمات عندما ترافق هؤلاء الهواة في رحلة قنص واقعية. واستثمر هواة القنص إجازة عيد الأضحى الحالية، ليتوجهوا إلى مناطق الصيد في شمال البلاد، خصوصاً مع هطول الأمطار. وبنوا خيامهم في مناطق شمال غرب محافظة رفحا بالقرب من الحدود الشمالية السعودية. "الحياة"رافقت مع بداية إجازة عيد الأضحى الحالية مجموعة من هؤلاء الهواة في رحلة صيد قصيرة امتدت إلى ثلاثة أيام في موقع أم خنصر وأبو رواث وأبا القور، وهي أودية تشتهر بكثرة طرائد الصيد. وتكثر في هذه المواقع طيور"القطا"والأرانب البرية و"السمقان"، إلى جانب طيور الحباري التي تنزل فيها خلال فصل الشتاء، وتجتذب مواقع القنص البرية إليها هواة الصيد من جميع أنحاء البلاد خصوصاً شباب منطقتي حائل والقصيم، وأبناء المناطق الشمالية. وانطلقت الرحلة من حائل مروراً بمحافظة بقعاء ليكتمل الفريق، بعدد من شبان المدينتين، ثم الاتجاه شمالاً مروراً بمدينة تربةحائل ومن ثم إلى لينة ومنها إلى رفحا ومنها إلى تلك الأماكن البرية، ووصلت الرحلة إلى الموقع المحدد من قبلُ بواسطة جهاز"ماجلان". وعند الوصول إلى موقع المخيم مع غروب الشمس، بدا نصب الخيام والأروقة وإنزال العفش"العزبة"، وتم شب النار وإعداد القهوة والشاي وتناول التمر. وبعد ذلك انطلق الشبان متفرقين في سياراتهم إلى أماكن وجود الأرانب لتأمين العشاء، الذي لم يستغرق وقتاً طويلاً لوفرة"الطرائد"، وخصوصاً الأرانب البرية. وفي الصباح الباكر انتشر هواة القنص خلف القطا الذي يعد اقتناصه من أصعب الأمور كون الشخص يسير بسرعة كبيرة في ملاحقته، وفعلاً اصطادوا الكثير وسط متاعب ومشقة وجهد، لكنهم اتفقوا على المتعة بعد الصيد، وهكذا بقية أيامهم الثلاثة التي قضوها هناك وجاءوا بصيدهم بواسطة ثلاجات كانوا يحملونها معهم في سياراتهم. وأكد المتخصص في قنص طائر القطا يحيى الهزيم 37 عاماً أنه خسر الآلاف في سبيل إشباع هواية القنص والخروج إلى البر، مشيراً إلى أن له أكثر من 18عاماً وهو مولع بالصيد. وأضاف أنه أصبح يملك معلومات عن طبيعة أرض المنطقة والاتجاهات، ويحفظ طباع الطيور وكيفية صيدها. وأوضح سعود الخشمان 33 عاماً أن هواية الصيد من الهوايات الرائعة التي لها تاريخ عريق في السعودية. وقال:"على رغم المشقة والتعب فكل جهد يهون أمام وفرة الصيد و"الوناسة"التي نعيشها في البر". وأشار أحمد الشمري 28 عاماً إلى أن الصيد موهبة وولع. وأضاف"نحن مولعون بالصيد منذ صغرنا ومولعون بأماكن البر ونعرفها جيداً وسنعود إلى هذه الأماكن ثانية متى سنحت الفرصة". تدريب الصقور يدرب هواة القنص صقورهم عادة قبل موسم الصيد بفترة وجيزة، تمهيداً للانقضاض على طيور الحباري و"السمقان"وغيرها خلال موسم الصيد. وتكون هذه الطيور قبل فترة التدريب معزولة في مكان خاص، وهي ما تعرف بفترة"القرنسة"، إذ يوضع الطير أربعة أشهر في غرفة نظيفة، مزودة بالمكيفات الصحراوية أو المراوح التي تؤمن له جواً بارداً، ويوفر له صاحبه الطعام المناسب من الحمام والقمري والسمان والجربوع. وتعتبر هذه المدة كافية حيث ينزع الصقر خلالها ريشه القديم ويستبدل به الريش الجديد، وتختلف الطيور في فترة"قرنستها"، فمنها من يتأخر ومنها من يكتمل ريشه ضمن المدة المحددة. وتكمن فائدة"القرنسة"في أن الطيور تجدد ريشها كاملاً، ويختلف ذلك بحسب غذائها، فكلما كان الغذاء منوعاً كانت"القرنسة"أفضل. ويبدأ تدريب الصقور أو"دعاء الصقور"- كما يطلق عليه أهل الصيد - على مطاردة الفريسة واصطيادها في أماكن برية مستوية. ويطلق الصقار الطير لاصطياد فريسته التي تكون عادةً حمامة، ويتابعه حتى يفترسها.