فلت صقر من نوع الشاهين من بين يدي شاب في واد قريب من مدينة الدرب فانقض على يمامة وأسقطها أرضا وبدأ في افتراسها. المشهد يتكرر بصورة راتبة في عطلات نهاية الأسبوع حيث درج الشبان هواة القنص بالصقور على الخروج والبحث عن طرائدهم من طيور البيئة المحلية مثل اليمام والقماري والحبارى، هذه الهواية كما يقول الشبان تعلمهم الصبر وتستثمر وقتهم الضائع فيما يفيد وينفع. «عكاظ» عاشت أجواء القنص مع مجموعة من الشبان وخرجت بحصيلة ممتعة، فيقول الشاب عبدالرحمن الهشاش: الصيد هواية جميلة وأنتظر مع زملائي موسمه بفارغ الصبر. ورحلة الصيد لا تقتصر على البراري المحيطة بحرة بني رشيد بل تمتد إلى العلا لقضاء أيام في البر قد تزيد على عشرة أيام لصيد الحبارى والكروان. ويتابع الهشاس أن العلاقة بينه وبين صقره حميمية وهناك ثقة متبادلة بينهما. وعن أنواع الصقور قال: هناك الشاهين والحر وهما أفضل صقور الصيد، كما أن هناك الوكري والشحري والشويهن والأخير يظهر في موسم الخريف. شافي عبدالله الرشيدي يقول إنه يحرص على وضع حلقة تحمل شريحة رقمية على قدم طيره للتعرف عليه إذا حدث إن ضل في الصحراء كما أن البعض يزودون صقورهم بأجهزة صغيرة الحجم لتتبع حركة طيرانها وتحديد مواقعها. ويضيف أنه ورث هواية الصيد بالصقور من آبائه وأجداده ولا يتردد في شراء صقر حر أو شاهين أينما وجدهما. وهو مثل هواة الصيد بالصقور لا يفرط في الصقور التي يمتلكها. من جانبه، يرى مفضي عوض الظبي أن هواية الصيد بالصقور تعلم الصبر وتحمل مشقة السفر في مجاهل الصحراء، وأضاف أن أفضل متعة لديه حينما ينقض الصقر على فريسته ويطرحها أرضا. وعن أفضل مواسم الصيد قال «أفضل المواسم في الشتاء حيث تكثر طيور الحبارى التي تختفي في النهار وتظهر بين الأشجار خلال ساعات الليل».. أما مخلد الجريبيع فقال إن صقره لم يتعلم الصيد حتى الآن لذا فهو يقوم بتغطية عينيه لعدة أيام. ويقوم بتدريبه على التآلف مع صوته حتى يعتاد عليه. ناهس عبدالله بن شويلع ورث هواية الصيد بالصقور عن والده وفي أحيان كثيرة يغيب لأيام عديدة في الصحراء بحثا عن الفرائس. وهواية الصيد بالصقور كما يقول مكلفة للغاية لأنها تحتاج إلى التفرغ الكامل وسيارة دفع رباعي لقهر رمال الصحراء. وقال سعود هايس الرشيدي وعيد دبيان العبدالله إنهما من هواة صيد الصقور في مواسم الصيد وبيعها على هواة القنص. فيما أوضح بن جوهر أن هواية الصيد بالصقور تجد إقبالا كبيرا من الشبان لأنها تعلم الصبر. وفي السياق ذاته، قال محمد العلي صاحب محل لبيع أدوات الصيد: إن هناك اهتماما كبيرا من الشبان بهواية الصيد بالصقور والدليل على ذلك كثرة الطلب على أدوات الصيد.