انطلقت أولى فعاليات جماعة السرد ? نادي القصة في جمعية الثقافة والفنون في حائل مساء الاثنين المنصرم، بجلسة حول رواية"القارورة"، للكاتب يوسف المحيميد، المركز الثقافي العربي. بدأت الجلسة بتعريف عن الكاتب وعرض موجز لأحداث الرواية، قدمه سكرتير نادي القصة القاص فارس الهمزاني، عقب ذلك توالت أوراق العمل والمداخلات، التي بدأها سعود البلوي بورقته التي توقف فيها عند إشكالية التنقل بين الراوي وصوت الشخصية من جهة، وتهميش أدوار بعض الشخصيات من جهة أخرى. وقال إن المحيميد وضع قضية المرأة على المحك،"وهي قضية مثيرة للجدل". وأضاف أنه على رغم وجود بعض الثغرات الفنية، إلا أن الرواية"استطاعت تجسيد التناقض الثقافي في مجتمعنا، فبطلة الرواية منيرة الساهي وقعت ضحية التناقض الثقافي والزيف والخداع". وتطرق عبدالسلام الحميد إلى اللغة الجريئة التي استخدمها الكاتب، ثم تساءل عن معنى"القارورة"وهل المقصود بها"منيرة الساهي"، مشيراً إلى الحديث الشريف"رفقاً بالقوارير"، أم أنها قارورة منيرة الساهي التي تودع فيها أحزانها. ثم ذكر بعض الأحداث التي لا تأتي في ترابط منطقي. ويرى أخيراً أن الكاتب حشد كثيراً من المشكلات الاجتماعية، التي قد تؤخذ عليه وقد تحسب له. وقدم الشاعر شتيوي عزام رؤية مغايرة لمعنى"القارورة"، إذا رأى فيها"رمزاً لاختناق المجتمع، وتعبيراً عن أحلام المرأة"منيرة الساهي"التي غيبت". وتحدث سالم الثنيان عن جرأة الرواية"في تعرية بعض عيوب المجتمع، وكشف تناقضات العلاقة بين شخصيات الرواية". قائلاً بتماهي شخصية الكاتب في شخصية البطلة، مستشهداً بمقولة الروائي الفرنسي فلوبير، عندما سأله أحد النقاد:"من مدام بوفاري؟ فأجاب هي أنا!". وتطرق رشيد الصقري إلى الأحداث والحكايات التي حفلت بها الرواية، مثل الحياة في سجون النساء، والكشف عن معاناة المرأة، كما عقد مقارنة بينها وبين عدد من الروايات الصادرة أخيراً. ولعل ورقة أحمد إبراهيم كانت أكثر تماسكاً، ووقوفاً عند مفاصل عدة في الرواية، إذ قال إن الرواية تقع في 43 مقطعاً،"ما يدل على قصر النفس السردي عند المحيميد"، وقال إنه"من الظلم إطلاق اسم رواية على"القارورة"، وهي قصة طويلة أكثر منها رواية". ووصف الشكل الفني الذي اختاره الكاتب بال"ميلو درامي"،"مكون من سلسلة من الأحداث المبنية على المصادفة المجردة، التي يؤكد الكاتب عليها، وهذا يؤكد وعيه عن طريق تواتر الأحداث، ما يوحي بأنها من نوع الروايات التي يخطط لها مسبقاً". وقال إن هذه الرواية،"محاولة إسقاط ثقافة مجتمع بأكمله على المرأة"، مشيرا إلى أن"وجهة النظر هذه تتضمن موقفاً ذكورياً مسبقاً، وأن المرأة ليست هذا الكائن المظلوم دائماً، إذ إنها كأم وزوجة وابنة، شريكة في صنع الواقع ولو في الحد الأدنى بقبولها دور الضحية". ويخلص أخيراً إلى أن الروائي"وقع في بعض الأخطاء، التي تخص بنية الشخصيات الروائية، فلا يوجد في العمل سوى شخصيتين تحملان أبعاداً واضحة ومعمقة هما منيرة الساهي، ومحمد الساهي، ولو أتيحت للكاتب قراءة الرواية، بعد مدة زمنية من كتابتها، ولم يسارع إلى طبعها لأحدث فيها تغييرات كثيرة".