على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في مدينة الإسكندرية، تحديداً في ستانلي أجمل مناطق المدينة، يقع على مساحة كبيرة تتجاوز ثلاثة أفدنة المقر الحالي للمتحف البحري الذي كان قديماً استراحة الأمير يوسف كمال، أحد أفراد أسرة محمد علي، قبل أن تقرر الحكومة المصرية تخصيصه لعرض كل ما هو منتشل من تحت الماء بهدف إبراز تاريخ البحرية المصرية الحافل عبر الحقب التاريخية المختلفة. ويضم المتحف ضمن مقتنياته نماذج وماكيتات من الآثار الغارقة ابتداء من العصر الفرعوني مروراً بالعصور اليوناني، الروماني، القبطي، الإسلامي، حتى الحديث. ويعتبر المتحف البحري تحفة أثرية نادرة، جعلته قبلة للسياح عموماً ومحبي الآثار الغارقة خصوصاً، ما جعل المسؤولين عن الآثار يعتمدون خطة لتطويره، طبقاً لأحدث أساليب عرض المتاحف بما يتماشى مع أهمية الآثار الموجودة في المتحف، فوُضع سيناريو جديد لعرض المقتنيات الأثرية، ومن بينها منتشلات وبقايا أسطول نابليون، إضافة إلى"سفينة المحروسة"التي ستكون في انتظار زائر المتحف في مياه البحر، بحيث يستطيع الذهاب إليها من المتحف عبر نفق تحت الأرض، ومنه يصعد إلى متن السفينة لمشاهدة الآثار البحرية من معدات وملابس عسكرية وصور فوتوغرافية وعملات وغيرها. ويقول مدير أكاديمية فنون الإبحار القبطان ياسر محمد إن الهدف الرئيسي من إنشاء المتحف كان يتمثل في إبراز تاريخ البحرية المصرية الحافل عبر الحقب التاريخية المختلفة، من خلال عرض نماذج وماكيتات للمراكب المصرية عبر عصور مختلفة وحتى أحداث"تدمير المدمرة الإسرائيلية"إيلات"، لكن تم الآن تطوير الهدف من إنشاء المتحف، فغُيّر العرض المتحفي من مجرد عرض نماذج وماكيتات لطرز السفن البحرية ومختلف الأدوات البحرية الحربية بوضع سيناريو جديد لتقديم المقتنيات الأثرية". ويضم المتحف مبنيين هما مبنى الإدارة ويتبعه معمل الترميم، إلى جانب مبنى الآثار الغارقة الذي يضم من العصر الفرعوني نماذج لمراكب ولوحات وتماثيل يبلغ عددها 51 قطعة، ومن العصرين اليوناني والروماني 6 قطع لفنار الإسكندرية وجزيرة"فاروس"، إضافة إلى 13 قطعة أثرية تمثل مجموعة من الأعمدة الإيوانية والدورية وقواعد أعمدة رخامية، وتمثالاً من الرخام الأبيض ل"إيزيس"تحمل ابنها"حربوقراط". وهناك 21 قطعة من العصر الإسلامي، إضافة إلى منتشلات أسطول نابليون ويبلغ عددها 1503 قطع، وهي مدافع، مسامير، مزاليج أبواب، عملات، أجزاء من السفينة نفسها... إضافة إلى ذلك يحتوي المتحف على نتائج حفريات بعثة معهد الآثار البحرية"INA"في خليج سعدنة بالبحر الأحمر، وهي أطباق بورسلين وفناجين وبقايا أوانٍ زجاجية، وقلل فخارية، ومواد عضوية من العظم والخشب وأجزاء من أوانٍ معدنية.