القاهرة - "الحياة" - بدأ المجلس الأعلى المصري للآثار خطة طموحة للكشف عن المدن والآثار الغارقة أمام سواحل سيناء الشمالية. يأتي هذا في إطار مشروع متكامل للكشف عن الآثار الغارقة على طول سواحل مصر. وكانت أعمال الغطس للكشف عن الآثار الغارقة الأولية التي قام بها فريق من الغطاسين المصريين أكدت وجود مدينة غارقة في موقع المحمديات الى الشرق من مدينة بورسعيد بحوالى 35 كيلومتراً، ومن المرجح ان هذه المدينة كانت تعرف باسم بلوزيوم كانت تقع عند مصب أحد فروع دلتا النيل المندثرة، ومن المرجح أنها سقطت بالكامل في قاع البحر إثر زلزال عنيف دمر المدن الساحلية في مصر بما فيها الاسكندرية في اوائل القرن السابع الميلادي. وتعود آثار هذه المدينة الغارقة الى العصور الفرعونية والرومانية والبيزنطية، ومن المرجح ان يكشف فيها عن معابد ورصيف بحري، وستمتد اعمال الكشف عن الاثار الغارقة الى الساحل الشمالي لسيناء بطول 500 كيلومتر بهدف الكشف عن قرى وموانئ مندثرة. وكان المجلس الاعلى المصري للآثار شكل فريقاً من الاثريين المدربين على اعمال الغطس اثر اكتشاف بقايا قصر كيلوباترا أمام ساحل الاسكندرية والذي عثر فيه على الارصفة البحرية للمدينة، كما عثرت بعثة مشتركة بين المجلس الاعلى المصري للآثار والمعهد الاوروبي للاثار الغارقة ومقره باريس على قطع اثرية أمام قلعة قايتباي في الاسكندرية يرجح أنها كانت تقع الى جوار منارة الاسكندرية الشهيرة. وعثرت بعثة اميركية على مجموعة من السفن الغارقة على طول ساحل البحر الاحمر تعود الى عصور مختلفة، وسجلت مواقع هذه السفن وانتشل بعض محتوياتها، وأقام مركز البحوث الاميركي معملاً لترميم الاثار الغارقة في الاسكندرية ليكون متحفاً لها. وصرح محمد عبدالمقصود المدير العام لآثار الوجه البحري، أنه اعتمد مبلغ مليون جنيه مصري للبدء في مشروع الكشف عن آثار سيناء الغارقة، في ظل اتجاه مصري جديد نحو الاهتمام بهذه النوعية من الاكتشافات. وكان المجلس الاعلى المصري للآثار أعلن الشهر الماضي عن اكتشاف تماثيل وعملات اثرية في موقع مدينة هيراكليوم الغارقة الى الشرق من الاسكندرية بحوالى 5 كيلومترات في سابقة تعد الاولى من نوعها، حيث أكد المسؤولون انه عثر على المدينة بكاملها، وتعود هذه المدينة إلى العصر البطلمي. على صعيد آخر، كانت اسرائيل قد اكتشفت آثاراً تعود الى العصر الروماني أمام سواحل مدينة عكا وانتشلت بعض هذه القطع وعرضتها في متحف للآثار الغارقة في المدينة، وتقوم باستغلال القطع الغارقة الأخرى لجذب هواة سياحة الغطس لمشاهدة هذه الآثار. وأعدّت اليونيسكو بالاشتراك مع المجلس الأعلى المصري للآثار خطة لاستغلال الآثار الغارقة في الاسكندرية سياحياً.