دمشق، عمان - «الحياة»، أ ف ب - قالت والدة الشابة السورية زينب الحصني التي قيل إنها قتلت على يد قوات الأمن السورية خلال احتجازها في تموز (يوليو) الماضي إن الشابة التي ظهرت على التلفزيون السوري قبل أيام وعرفت نفسها على أنها زينب الحصني تبدو شبه ابنتها، إلا أن «صوتها غريب». وقالت السيدة فتاة ملوك والدة زينب في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية إنه إذا كان الجثمان الذي دفنته الأسرة ليس جثمان زينب، فلمن هذا الجثمان؟. كما تساءلت أيضاً انه إذا كانت زينب على قيد الحياة فلماذا لم تتصل بأمها أو تعود إلى المنزل، موضحة «زينب لم تكن تفارقني». وقالت والدة زينب إن ابنتها اختفت في نهاية تموز بعد قليل من هجوم قوات الأمن على منزل الأسرة بحثاً عن أخيها الناشط محمد الحصني، موضحة انه في أيلول (سبتمبر) أصيب محمد بطلق ناري خلال إحدى التظاهرات في حمص وعندما ذهبت الأسرة لتسلم الجثمان من مستشفى حمص بعد أيام، قيل لهم إن هناك جثة لفتاة اسمها زينب. وأشارت والدة زينب إلى أن الأسرة تسلمت الجثتين، الجثة المفترضة لزينب وجثة محمد، موضحة أن الجثة المفترضة لزينب كانت مقطعة الأوصال والجسد محروق بدرجة يصعب التعرف معها على هوية القتيلة. وأضافت «كانت مثل ملامح ابنتي، حتى إذا كان الجسد محروقاً. لكن إحساسي قال لي إن هذه ابنتي». لكن وكما قالت الأم ل»سي إن إن» فإنه عندما ظهرت زينب على التلفزيون السوري الرسمي تغير رأى الأم. وأشارت إلى أنها تعتقد أن من ظهرت على التلفزيون السوري هي ابنتهم بالرغم من غرابة صوتها. ومع ذلك قالت السيدة فتاة الملوك إنه «لو كانت زينب تتصرف بمحض إرادتها لاتصلت ... فهي متعلقة بي جداً». أما أخوها يوسف الحصني فقال ل «سي إن إن» إنه «إذا كانت هي شقيقتهم زينب، فعلى السلطات أن تسمح لها بالعودة إلى منزلها أو تقوم محطة أخرى مستقلة بإجراء حوار معها حتى نصدق أن الفتاة التي ظهرت هي زينب وأنها بخير». وطالبت أسرة زينب ومنظمات حقوقية دولية السلطات السورية بأن تفحص جثمان الشابة التي دفنتها العائلة كي يتم التعرف على هويتها. وكانت منظمة العفو الدولية في لندن ومنظمة هيومان رايتس ووتش أصدرتا بياناً مشتركاً، عبرتا فيه عن أسفهما ل «عدم الدقة في التعرف» على الجثمان. وأعلنت المنظمتان أنهما تحققتا من المعلومات الخاصة في شأن زينب الحصني «من مصادر متعددة ومستقلة». وقال البيان المشترك «يبدو الآن أن عائلة زينب لم تتعرف على الجثمان الذي قدم لهم بسبب أضرار شاملة في الجثمان». ودعت منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش السلطات السورية بالسماح لهما بدخول البلاد من دون تأخير للتحقيق في ذلك «وحالات أخرى مزعجة» تم إبلاغهما بها.