بثَّ التلفزيون السوري الرسمي مساء الثلاثاء مقابلة مع فتاة قالت إنها زينب الحصني التي اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات السورية بقتلها والتمثيل بجثتها، قبل أن تعثر عليها عائلتها بالصدفة في مشرحة بإحدى مشافي مدينة حمص السورية حين كانت هناك للتعرف على جثة أخيها. وقالت الفتاة التي أكدت أنها زينب الحصني إنها قدمت إلى قسم الشرطة لتقول الحقيقة وتكذّب خبر مقتلها، منوهة إلى أنها اختارت قول الحقيقة لأنها ستتزوج في المستقبل وستنجب أطفالاً وتريد أن تتمكن من تسجيلهم بحسب ما عرضه التلفزيون السوري. وفي حين نفت خبر اعتقالها من منزلها أو مداهمته من قبل قوات الأمن السورية، قالت زينب إنها غادرت المنزل وأقامت عند أحد أقاربها قبل شهر رمضان بخمسة أيام، بسبب ما اعتبرته تعذيب إخوتها لها. خطأ في اسم والدة الفتاة ورفض ناشطون سوريون ما عرضه التلفزيون السوري واعتبروه "مسرحية جديدة" واعترافات ينتزعها الأمن بالقوة حسب الناشطين. معتبرين أن الاسم الحقيقي لوالدة زينب هو دلال وليس كما أظهره التلفزيون السوري. وذكرت صفحة "شام" المعارضة للنظام السوري أنه "حتى لو أخرجوا القاشوش وغياث مطر ورامي ومحمد وكل الشهداء من قبورهم وحتى لو جاؤونا بحمزة الخطيب بذات نفسه، ماسكتنا، وما استطاعوا خديعتنا، ولن ينالوا قط رضانا ولا مهادنتنا". وكان خبر مقتل زينب الحصني والتمثيل بجثتها قد أثار ردود فعل دولية غاضبة تجاه النظام السوري الذي يُتهم بممارسة جرائم ضد الإنسانية ضد المحتجين وفق ما وصفته منظمات حقوق الإنسان. وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت في بيان سابق لها أن جثة زينب كانت مقطوعة الرأس والذراعين ومسلوخة الجلد، نقلاً عن تقرير لوكالة رويترز. وقالت المنظمة إن الضحية قد تكون أول أنثى تموت أثناء الاحتجاز خلال الاضطرابات الأخيرة في سوريا. وأضافت أن رجالاً يشتبه في أنهم ينتمون لقوات الأمن خطفوها في يوليو/تموز في محاولة فيما يبدو لممارسة ضغط على أخيها الناشط محمد ديب الحصني لتسليم نفسه. وقال فيليب لوثر، نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيان حينها: "إذا تأكد أن زينب كانت قيد الاحتجاز حين توفيت، فإن هذه ستكون إحدى أكثر حالات الوفاة خلال الاحتجاز التي شهدناها حتى الآن إثارة للقلق". وأضاف لوثر أن "المنظمة سجلت 15حالة وفاة جديدة أثناء الاحتجاز منذ أواخر أغسطس/آب، وتحمل الجثث آثار ضرب وأعيرة نارية وطعن، ولكن حالة زينب صادمة على نحو خاص". وكان محمد الحصني (27 عاماً) ينظم احتجاجات في حمص، التي كانت مركزاً للمظاهرات المطالبة بإصلاح سياسي. واستدعت قوات الأمن والدة محمد الشهر الماضي لاستلام جثته من مستشفى عسكري بعد ثلاثة أيام من اعتقاله. وظهرت على جثته آثار تعذيب منها كدمات على ظهره وحروق بالسجائر. وقالت المنظمة إنه أصيب بالرصاص في ذراعه اليمنى وساقه اليمنى وبثلاثة أعيرة نارية في الصدر. وعثرت والدته بالصدفة على جثة زينب الممثل بها في نفس المستشفى. وقالت منظمة العفو الدولية إن لديها تقارير تفيد بأن الأم أجبرت على توقيع وثيقة تقول إن عصابة مسلحة خطفت محمد وزينب وقتلتهما. وتعرض التلفزيون السوري للكثير من النقد بعد تكذيبه لمقاطع بثها ناشطون على الإنترنت أظهرت عناصر أمن سوريين، يعتدون على محتجين في مدينة بانياس، قال التلفزيون السوري إنها تعود لقوات البشمركة وجرت في العراق. كما بث التلفزيون السوري اعترافات لمصري قال إنه جاسوس، أفرجت عنه السلطات في وقت لاحق وصرح لوسائل إعلام مصرية أن الأقوال انُتزعت منه بالقوة.