خطف العرض الكويتي"البوشية"لفرقة مسرح الخليج العربي، غالبية جوائز مهرجان المسرح الخليجي ال12 الذي استضافته مدينة صلالة جنوبعمان من 8 إلى 15 من الشهر الجاري، واختتم بحفلة في مسرح"أوبار"برعاية وزير الدولة للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله. ونالت"البوشية"التي كتبها الإماراتي اسماعيل عبدالله وأخرجها عبدالله العابر جائزة الشارقة الكبرى للإبداع المسرحي لأفضل عرض مسرحي متكامل، إضافة إلى جائزة الإخراج وأفضل ممثلة - دور أول للفنانة أحلام حسن، فيما حازت مسرحية"صهيل الطين"لفرقة مسرح الشارقة الوطني جائزة أفضل عرض مسرحي ثان، وفاز نصّها لاسماعيل عبدالله بجائزة أفضل نص، إضافة إلى جائزة السينوغرافيا للمخرج محمد العامري. وتوزعت بقية الجوائز على ثلاث فرق، أبرزها جائزة أفضل ممثل للبحريني عادل الجوهر عن مسرحية"بلاليط"لفرقة البيادر البحرينية، ونال علي الجويرين جائزة أفضل ممثل - دور ثان عن مسرحية"الأجساد"لفرقة جمعية الثقافة والفنون السعودية، ونالت فاطمة شداد جائزة أفضل ممثلة - دور ثان. وكان لافتاً خروج عرض الدولة المضيفة،"البئر"لفرقة الدن العُمانية، وحده، من السباق خالي الوفاض، الأمر الذي يحسب للجنة التحكيم، على رغم أن"البئر"فازت بجائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح العُماني الرابع في نهاية العام الماضي. وانتصر المهرجان للمكان الخليجي، إذ انحاز العرضان الفائزان للتراث، فاحتفى"البوشية"بالتراث الموسيقي الخليجي من خلال الأغاني القديمة المرتبطة بالمنطقة، علماً أن مفردة"البوشية"تدلّ إلى غطاء الرأس المزركش الذي ترتديه النساء اللواتي انتصر لهن العرض أيضاً في سياق مجابهة تسلّط المجتمع، إذ تحولت المرأة في العرض من الجانب الأضعف راقصة إلى منتصرة على الجانب الأقوى شيخ القرية الذي يدخل ابنه في علاقة عشق مع"جواهر". فيما تناول نص"صهيل الطين"فكرة الخلق، وسلطة الأب الذي يحبس ابنته في قبو لتصنع له منحوتات فخارية تشبهه، إلا أنها تختار أن تشكّل التمثال الذي تريده ليتحول إلى حبيب من لحم ودم يخرجها من عتمة القبو. وأوصت لجنة تحكيم المهرجان بضرورة اختيار نصوص واضحة الرؤية وذات طرح فكري وفلسفي بروح المعاصرة، كما أوصت المخرجين بأن يكونوا أكثر وعياً بمفردات المسرح وعناصره من دون إثقالها بمؤثرات إضافية قد تنال من قوة العمل، مقترحة إقامة ورش تطبيقية للمشاركين في العمل المسرحي كلٌّ وفق وظيفته في العرض، إلى جانب تلافي العروض المسرحية المقدمة باللهجة العامية إلا إذا كانت مبنية على تقنية الارتجال. كما أوصت بأن يكون مخرج العمل المسرحي أكاديمياً دارساً لكل معطيات العرض المسرحي أو من مالكي تجربة مسرحية ناضجة. يذكر أن لجنة التحكيم تألفت من الفنان السوري فايز قزق رئيساً وفي عضويتها البحريني إبراهيم بحر، والسعودي راشد الشمراني، والعراقية شذى سالم، والكويتي وليد عنبر، والمغربية لطيفة بلخير، والقطري حمد الرميحي. وفي الليلة الختامية، وعلى أنغام الفنون التقليدية العمانية المعروفة في محافظة ظفار، كرّم المهرجان مسرحيين خليجيين كان لهم دور في تأسيس الحركة المسرحية الحديثة وساهموا في تطويرها محلياً وإقليمياً، وهم: الإماراتي سعيد سالم، البحريني عبدالله يوسف، السعودي أحمد الأحمري، القطري ناصر عبدالرضا، الكويتية كاملة العياد، والعُمانية شمعة محمد ومواطنها المخرج محمد بن سعيد الشنفري الذي غاب عن المهرجان ويغيب عن الساحة الفنية العمانية منذ سنوات، كما تغيّب الفنانان نور الشريف وحياة الفهد على رغم إعلان المهرجان سابقاً حضورهما ضيفي شرف.