وسط سجال دائر في الأروقة السياسية حول ضرورة ايجاد حل جذري للقضية الكردية بشقيها السياسي والأمني، خرج نائب رئيس الوزراء الرجل الثاني في الحكومة التركية بولنت أرينش ليربط خروج عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور من السجن الانفرادي بإلقاء حزبه السلاح ووقف هجماته. وكان أرينش يتحدث إلى قناة ATV الإخبارية المقرّبة من الحكومة، حين أعلن أن مسألة انتقال أوجلان من السجن الانفرادي في جزيرة إمرالي إلى السجن في منزله أمر يمكن بحثه في حال قرر حزب العمال إلقاء السلاح وإنهاء عمله المسلح. وهذه المرة الأولى التي تتحدث فيها الحكومة التركية عن تخفيف حكم السجن عن أوجلان وتربطه بمفاوضات مع حزب العمال الكردستاني على إلقاء السلاح. ويأتي هذا التطور بينما الحديث جار عن وساطة يقوم بها الرئيس العراقي جلال طالباني بين أنقرة والحزب الذي يتخذ من جبال كردستان العراق مخبأ له ومنطلقاً لهجماته على تركيا. وسبق أن عرض حزب العمال الكردستاني شروطاً عدة من أجل إلقاء السلاح، منها الإفراج عن زعيمه أوجلان أو على الاقل تخفيف شروط سجنه إضافة إلى تعليم اللغة الكردية في المدارس وتوسيع الحكم الإداري في المحافظات ذات الغالبية الكردية في شكل يمهّد لحكم فيديرالي مستقبلاً، لكن الحكومات التركية السابقة رفضت البحث في هذه الشروط. وأعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي عن تعليم اللغة الكردية في المدارس الحكومية كدرس اختياري بدءاً من الصف الخامس الإبتدائي، وبحث مع زعيم المعارضة الأتاتوركية، وهي الكتلة الاكبر بين صفوف المعارضة البرلمانية، إمكان إجراء تعديلات دستورية كبيرة تضمن حلّ القضية الكردية بشقيها السياسي والأمني، بناء على اقتراح تقدّم به كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري. لكن حزب الحركة القومية ثالث أكبر حزب في البرلمان رفض الحديث عن الموضوع فيما شكك حزب السلام الديموقراطي الكردي في جدية أردوغان في الوصول إلى حلّ للقضية. واعتبر زعيم الحزب صلاح الدين دميرطاش أن هدف أردوغان الحقيقي كسب مزيد من الأصوات في الانتخابات البلدية المقبلة، سعياً إلى انتزاع بلدية دياربكر من الأكراد وبلدية إزمير من الكماليين. ولفت دميرطاش إلى أنه لا يمكن أخذ تصريحات أردوغان على محمل الجد بينما تعتقل قوات الأمن ناشطين وسياسيين أكراداً في شكل دوري بحجة دعمهم الإرهاب أو انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني من دون تقديم دليل على الاتهام، مشيراً إلى أن عدد المعتقلين من صفوف حزبه تجاوز ألف معتقل. الى ذلك، قتل شرطي بالرصاص وجرح آخر السبت في هجوم شنه مهاجمان مجهولان عليهما لدى تناولهما الفطور في مطعم بحي غازيوسمانباسا على الضفة الاوروبية من مدينة اسطنبول. وأفاد شهود بأن المهاجمين رجل وامراة ارتديا زياً اسود. وكان مسلحان فتحا النار على مركز للشرطة في المدينة، قبل ان يقتل عناصر الأمن احد المهاجمين.