رحّب بولنت أرينش نائب رئيس الوزراء التركي أمس، بإعلان «حزب العمال الكردستاني» بدء سحب مسلحيه من تركيا إلى شمال العراق، في 8 أيار (مايو) المقبل. لكنه رفض الردّ على سؤال حول مستقبل سلاح الحزب، خصوصاً أن قائد جناحه العسكري مراد كره يلان لم يكشف تفاصيل في هذا الصدد، عكس رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي كان أكد أن مقاتلي «الكردستاني» سيلقون أسلحتهم في تركيا وينسحبون في شكل أعزل. وقال أرينش: «مهم أن الانسحاب سيتم، وليس مهماً السؤال الآن عن مسألة السلاح». وأضاف أن جهاز الاستخبارات التركية سيتابع الانسحاب عن كثب، لافتاً إلى اتفاقات أُبرمت مع الزعيم المُعتقل ل «الكردستاني» عبدالله أوجلان، لتأمين تنفيذ ذلك في شكل سلمي. وكانت صحف تركية أوردت أن تصريحات لكره يلان أدلى بها الخميس، خلال إعلانه قرار الانسحاب، تعمّدت الالتفاف على مسألة السلاح. وقال رئيس «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو: «يتضح من تصريحات كره يلان أن جماعته لن تترك السلاح قبل خروج أوجلان من السجن، وهذا ما حذرنا منه، إذ بدأت تتكشف اتفاقات سرية أبرمتها حكومة أردوغان مع أوجلان في سجنه» في جزيرة إمرالي. وتساءل عن «شرعية» الاتفاق بين الحكومة وأوجلان، وهل «استشار أردوغان أمهات الجنود الذين قتلهم الكردستاني خلال العقود الثلاثة الماضية، قبل أن يعده بالحرية». واعتبر أن «أردوغان لا يدرك خطورة ما يفعله، وليس واثقاً من نتيجة الاتفاق وإلى ماذا سيفضي في نهاية الأمر». أما رئيس «حزب الحركة القومية» دولت باهشلي فدعا إلى «تظاهرات حاشدة» للتنديد بالاتفاق. وشهد البرلمان جلسة عاصفة، تعالت خلالها أصوات واتهامات، وكاد ينتهي بعراك بين نواب، إثر قول النائب عن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عائشة نور إن «تركيا تعيش عيداً»، بعد إعلان «الكردستاني» سحب مسلحيه، فعرض النائب القومي أوكطاي فورال صورة طفل رضيع مقتول، اتهم الحزب بقتله، معتبراً أن «الحكومة تتفاوض مع القتلة على مستقبل تركيا». وسرّب جهاز الاستخبارات التركية جزءاً من معلومات يملكها عن الانسحاب، لافتاً إلى أن العملية ستشمل 2100 مسلّح وتستمر ثلاثة أشهر. وأضاف أنه سيسمح ل13 قائداً عسكرياً من «الكردستاني» بتنظيم الانسحاب، مرجّحاً أن تستغرق العملية السياسية لتسوية القضية الكردية نحو ثلاث سنوات. وانقسمت الصحف التركية، بين مؤيد لمسيرة التسوية ومعارض لها. وأوردت صحيفة «غوزجو» المعارضة أن مسلحي «الكردستاني» سيُجمعون ويخضعون لتدريب في معسكرات في شمال العراق، للقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما اعتبرت صحيفة «جمهورييت» المعارضة أنها «المرة الأولى التي يفرض الكردستاني شروطه على الجيش والدولة في تركيا، بفضل حكومة أردوغان».