أنهى الفلسطينيون والإسرائيليون أمس اللقاءات الاستكشافية التي جرت في عمان برعاية أردنية، من دون تحقيق أي تقدم في أي من الملفات التفاوضية، في وقت رفض الرئيس محمود عباس إعطاء موقف نهائي من لقاءات عمان، لكنه تعهد في تصريحات أعقبت لقاءه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان، تقويم هذه اللقاءات وعرضها على لجنة المتابعة العربية في اجتماعها في الرابع من الشهر المقبل في القاهرة لاتخاذ الاجراءات اللازمة، عارضاًَ استئناف المفاوضات في مقابل موافقة إسرائيل على ترسيم الحدود. وطالبت إسرائيل الجانب الفلسطيني بمواصلة هذه اللقاءات، معتبرة أن الأشهر الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية للجانبين لتقديم رؤيتيهما للحل في موضوعي الأمن والحدود تنتهي مطلع نيسان إبريل المقبل. لكن الجانب الفلسطيني قال إن المفاوضات تنتهي اليوم الموافق 26 كانون الثاني يناير، مشيراً الى أن اللجنة حددت هذه المدة قبل ثلاثة أشهر. وأفاد بيان للديوان الملكي بأن العاهل الاردني أطلع ضيفه على نتائج زيارته للولايات المتحدة الأسبوع الماضي ومحادثاته مع الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية ولجان الكونغرس، خصوصاً في ما يتصل منها بجهود السلام. كما تناولت المحادثات الجهود الاردنية لتحريك عملية السلام، اذ جدد الملك تأكيده مواصلة"عمل كل ما من شأنه توفير الأجواء المناسبة لإطلاق مفاوضات تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية". وأكد الملك وعباس حرصهما على إدامة التنسيق والتشاور حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال عباس في تصريحات له عقب اللقاء إن الهدف الاساس من اللقاء بحث نتائج زيارة الملك لواشنطن التي نقل خلالها الى الادارة الاميركية الموقف العربي حيال جهود السلام. وأعلن أنه مستعد للعودة فوراً الى المفاوضات اذا وافقت إسرائيل على ترسيم الحدود بين الجانبين، وقال:"الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، ونحن لا مانع لدينا من العودة للمفاوضات في حال الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية". وأكد:"إذا حددنا الحدود يمكن العودة الى المفاوضات، لكن الإسرائيليين لا يريدون تحديد الحدود. وأما الأمن، فنحن مستعدون لأي طلبات إسرائيلية في خصوص الأمن شرط ألا يبقى أي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية". وعن مستقبل اللقاءات التي عقدت طيلة الشهر الجاري برعاية الأردن، قال:"بعد انتهاء اللقاءات الاستكشافية، ستكون هناك مرحلة تقويم، ولدينا تشاور مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ولدينا لقاء مع لجنة المتابعة العربية في الرابع من الشهر المقبل، وهناك يؤخذ القرار". واعتبر ان"أكبر العقبات أمام استئناف المفاوضات هو الاستيطان، خصوصاً في القدسالمحتلة، كذلك جرائم المستوطنين المتواصلة". وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل"الحياة"ان القيادة الفلسطينية أعطت الوفد المفاوض مهلة شهر لإجراء اللقاءات الإستكشافية مع الجانب الاسرائيلي، تستكمل في حال واحدة هي موافقة اسرائيل على وقف الاستيطان واعترافها بخط الرابع من حزيران يونيو عام 1967 حدوداً بين الدولتين. وأضاف أن القيادة ستجتمع بعد نهاية هذه اللقاءات، وستجري تقويماً لها. ورجّح"أن يكون الموقف هو عدم العودة الى اللقاءات"، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني كان يدرك أن لا تغيير في الموقف الإسرائيلي، لكنه وافق على هذه اللقاءات تقديراً للجهود التي يبذلها العاهل الأردني. وقال مسؤول فلسطيني لوكالة"فرانس برس"في رام الله ان"اللقاء الاستكشافي الأخير سيكون اليوم الأربعاء في عمان ... ولن يكون أي تمديد لهذه اللقاءات بعد اليوم". وصرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للإذاعة الرسمية:"بتعليمات من الرئيس عباس، سأتوجه بعد انتهاء اللقاءات الاستكشافية في عمان الى الدول الخمس التي انضمت أخيراً إلى مجلس الأمن للتعرف على مواقفها من طلب عضوية فلسطين في الأممالمتحدة وحضها على اتخاذ مواقف أكثر إيجابية".