اعتبرت المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن إعلان انتهاء اللقاءات الاستكشافية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في عمان لا يعني أن الطرفين وصلا الى «طريق مسدود»، مضيفة ان الرئيس محمود عباس يريد إشارات من اسرائيل لوقف الاستيطان وترسيم الحدود للاستمرار في المفاوضات. وتقوم آشتون بجولة في المنطقة في مسعى الى دفع المفاوضات قادتها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ثم عمان، حيث التقت أمس كلاًّ من الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأردني ناصر جوده، قبل ان تعود الى إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. وصرحت آشتون عقب لقائها الرئيس الفلسطيني: «لا اعتقد ان هناك طريقاً مسدوداً، وأعلم ان الرئيس (عباس) يفكر بعناية في كيفية المضي قدماً، وبالنسبة اليه، فاجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة مهم للغاية». وأضافت: «أعتقد أنه يأمل في أن تعترف إسرائيل بأن المبادرات تصنع فرقاً، ومع لقائي به وبالإسرائيليين، ما زلت آمل في أنهم وبوجود نية صادقة، سيتابعون المحادثات. لذلك ليس طريقاً مسدوداً، وإنما بالتأكيد هناك حاجة الى الزخم». وجاء لقاء آشتون بعباس بعد انتهاء الجولة الخامسة والأخيرة من المفاوضات «الاستكشافية» بين الفلسطينيين واسرائيل الاربعاء في عمان من دون تحقيق اي تقدم باتجاه استئناف المفاوضات المباشرة، بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان. كما التقت آشتون، التي يرافقها مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام روبرت سيري، مع وزير الخارجية الاردني، وأكد ثلاثتهم اهمية استمرار التشاور والتنسيق في الايام المقبلة مع الاطراف المعنية واللجنة الرباعية الدولية ولجنة المبادرة العربية للسلام لتقويم نتائج الاجتماعات بهدف الوصول الى آلية للاستمرار بالمفاوضات وكيفية التحرك في المرحلة المقبلة. وأكد جودة الأهمية التي يوليها الاردن لدور «الرباعية» والمواقف والبيانات التي تتبناها وحرص الأردن على التنسيق الوثيق مع اللجنة وتبادل الأفكار معها بشكل بنّاء لضمان تهيئة المناخ الذي يسمح باستئناف المفاوضات المباشرة والجادة والمحددة بسقف زمني، والتي تجسد حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وتتم فيه معالجة قضايا الحل النهائي كافة، بما يصون بالكامل المصالح الحيوية الاردنية المرتبطة بهذه القضايا. وعبرت آشتون وسيري عن تقديرهما للجهود الأردنية بقيادة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ودعت آشتون الى التحلي بالثقة والنيات الحسنة، بما يمكّن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من مواصلة لقاءاتهم الاستكشافية في عمان. واضافت في لقاء جمعها مع عدد من الصحافيين في عمان، ان الرئيس الفلسطيني يريد إشارات واضحة من اسرائيل في ما يتعلق بوقف جميع اشكال الاستيطان وترسيم الحدود من اجل الاستمرار في المفاوضات، مشيرة الى ان عباس سيتوجه الى الجامعة العربية للتشاور في ما يمكن اتخاذه من خطوات على هذا الصعيد.