كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة»، أن الأردن واللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة طالبت الرئيس محمود عباس بتمديد لقاءات عمان الاستكشافية لفترة إضافية مدتها شهران. وقالت المصادر إن الرئيس عباس أبلغ جميع هذه الجهات بأن اللقاءات الخمسة التي عقدت الشهر الجاري في عمان لم توفر أي أرضية للعودة الى المفاوضات او لتمديد هذه اللقاءات. وأن اعترافاً إسرائيلياً معلناً بأن خط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 هو الخط الفاصل بين الدولتين، فلسطين واسرائيل، يشكل أرضية للعودة الى المفاوضات، مضيفاً أنه سيعود الى القيادة الفلسطينية وإلى لجنة المتابعة العربية، ويقدم لهما تقريراً عن مجريات اللقاءات ومطالب الاطراف المختلفة، ويترك لهما اتخاذ القرار. وأوضحت المصادر ان القيادة الفلسطينية وافقت على طلب سابق للرئيس عباس بإجراء هذه اللقاءات لمدة شهر استجابة وتقديراً للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مشيرة الى أن العاهل الأردني كان طلب من عباس لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في عمان، لكنه وافق على لقاء على مستوى أقل بين المفاوضين صائب عريقات وإسحق مولخو. واعتبرت المصادر أن الجانب الإسرائيلي لم يقدم في هذه اللقاءات أي بادرة جدية تفضي الى العودة الى المفاوضات، وأن كل ما قدمه هو عناوين لبدء عملية تفاوضية لن تنتهي. وقالت إن مولخو قدم 21 عنواناً للتفاوض، منها يهودية اسرائيل والأمن والحدود والاستيطان والقدس واللاجئون والمياه والعلاقات المستقبلية وغيرها، وهي عناوين ربما يستهلك التفاوض عليها مع حكومة نتانياهو عقوداً طويلة من دون التوصل الى اتفاق. واضافت ان مولخو تجنب بذلك استجابة طلب «الرباعية» تقديم اسرائيل رؤيتها للحل في ملفين هما الحدود والأمن، الأمر الذي لا يبشر بوجود أي فرصة للتقدم. وتابعت ان الملك عبدالله الذي قلق من حال الجمود الراهنة واحتمالات وقوع انفجار فلسطيني–إسرائيلي يؤثر على المملكة، طلب من الرئيس عباس مواصلة اللقاءات الاستشكافية في عمان لفترة إضافية. واشارت الى ان عباس سيعود الى القيادة الفلسطينية التي غالباً ما تقدر المخاوف والمطالب الأردنية بسبب تشابك المصالح والملفات المشتركة وتداخلها، لتتخذ القرار. لكنها اضافت ان اي لقاءات أخرى لن تكون أفضل من سابقاتها بسبب رفض نتانياهو وقف الاستيطان والاعتراف بخط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 خطاً فاصلاً بين حدود الدولتين. اسرائيل تريد استكمال المفاوضات من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي بارز لوكالة «فرانس برس» أمس إن على الفلسطينيين أن يتيحوا الفرصة لمواصلة «المحادثات الاستكشافية»، مضيفاً أن من «المهم جداً» استمرار المحادثات التي ترعاها اللجنة الرباعية الدولية. وقال إن إسرائيل قدمت في الأيام الأخيرة الخطوط العريضة لمواقفها في شأن الأراضي والأمن، وأنه يلزم إجراء المزيد من المحادثات من أجل التوضيح وتقديم المزيد من التفاصيل. وجاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي بعد يوم من جولة خامسة من المحادثات الاستكشافية في عمان قال الفلسطينيون إنها ستكون الأخيرة، متهمين إسرائيل بعدم اتخاذ «أي خطوة» تسمح بالعودة إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين. غير أن المسؤول الإسرائيلي قال إن المحادثات تحرز تقدماً، مضيفاً: «أمس (الأربعاء) في الأردن، طرح الجانب الإسرائيلي المبادئ التي يحدد على أساسها سياسته إزاء مسألة الأراضي... والمبادئ التي ننظر على أساسها للقضية الأمنية... وطلب الفلسطينيون مزيداً من الإيضاحات، كما طلبنا منهم كذلك إيضاحات عن قضايا طرحوها. لذلك من المهم للغاية أن نواصل المحادثات المباشرة وجهاً لوجه في تلك القضايا وغيرها». وقال: «حتى الآن، الأجواء في المحادثات وفحوى النقاشات أفضل من المتوقع». وتابع: «بدأنا بحثاً للقضايا الجدية الكثيرة التي تفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسيكون من المؤسف حقاً عدم السماح لتلك المحادثات بأن تؤتي ثمارها».