دخلت التهدئة التي نجحت مصر في تثبيتها مجدداً في قطاع غزة، حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس - الجمعة، في وقت شهدت طهران تظاهرات حاشدة في"يوم القدس"الذي تقيمه يوم الجمعة الأخير من كل رمضان. وفي هذه المناسبة، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان إقامة دولة فلسطينية يعترف بها العالم ستكون مجرد خطوة أولى على طريق تحرير كامل التراب الفلسطيني. راجع ص 6 وجاءت التهدئة ثمرة وساطات عدة، إذ أكدت مصادر دولية ل"الحياة"ان مكتب الأممالمتحدة في غزة اجرى اتصالات مع حكومة"حماس"لتثبيتها، كما قالت مصادر فلسطينية ان الرئيس محمود عباس تحدث هاتفياً مع الامين العام لحركة"الجهاد الاسلامي"رمضان شلّح وحضه على العودة الى التهدئة. على ان الكل يُجمع على ان الدور الرئيس في تثبيت التهدئة كان مصرياً، وهو ما أكده أيضاًَ مصدر مصري موثوق به ل"الحياة"قائلاً ان القاهرة"نجحت في وقف دائرة الانتقام المتبادل بين إسرائيل وفصائل المقاومة، وعلى رأسها الجهاد"، مضيفاً ان اتصالات مكثّفة جرت خلال الساعات ال 24 الماضية مع قيادات الحركة، وعلى رأسها شلّح، ومع الجانب الاسرائيلي، أثمرت قبول الطرفين بالعودة الى التزام التهدئة. وفي ضوء التهديدات المتبادلة بين اسرائيل و"الجهاد"، رأى المصدر ان"الوضع ما زال حرجاً"، موضحاً ان الإسرائيليين"ابلغونا انهم ملتزمون التهدئة، وبأنهم يستهدفون فقط من يتعرض لهم"، في إشارة الى صواريخ"الجهاد". من جانبها، أكدت"الجهاد"على لسان عضو مكتبها السياسي الشيخ نافذ عزام انها"سترد على اي خرق للتهدئة"، فيما توعّد الناطق باسم ذراعها العسكرية سرايا القدس"ابو احمد"ب"الرد على جرائم الاغتيال"، مضيفا ان"المقاومة ستتخذ اساليب اخرى اخطر مما هو موجود الآن ان لم يتوقف العدو عن استهداف ابناء شعبنا". ومما يعزز القلق على التهدئة إعلان"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"رفضها التهدئة باعتبارها"سياسة خاطئة يستغلها الاحتلال غطاء لارتكاب المزيد من الجرائم". ورغم الهدوء الذي ساد يوم امس وتوقُف العمليات الاسرائيلية وإطلاق الصواريخ الفلسطينية، إلا ان"الشعبية"ترجمت موقفها من التهدئة بإطلاق صاورخ من طراز"صمود"استهدف مدينة المجدل عسقلان جنوب اسرائيل. في ايران، شهدت مدن عدة امس تظاهرات واسعة لمناسبة"يوم القدس"شارك فيها الملايين. وقال الرئيس الايراني في كلمة ان"قيام الدولة الفلسطينية لا يعني الاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي"وانما هو"مجرد خطوة اولى على طريق تحرير كامل التراب الفلسطيني"لأن"اسرائيل تبقى الغدة السرطانية التي تنخر في جسم الامة"، داعياً الاسرائيليين الى العودة الى اوطانهم الاصلية و"غلق ملفكم القذر". في الوقت نفسه، حذّر من مغبة مصادرة الثورات العربية التي تقودها الشعوب، والوقوع في شرك اهداف الدول الغربية"لان من يريد الديموقراطية الحقيقية لا يمكن له ان يعمل في اطار المصالح الاميركية والغربية"، منتقداً"ارسال الاسلحة من دولة عربية لإسقاط أخرى"، وداعياً الى عدم مواكبة الاهداف الاسرائيلية والغربية.