يُتوقع أن يؤثّر فصل الصيف المقبل في أسعار العقارات في الدول العربية، سواء المصدرة للسياحة أو المستقبلة لها، وستتراجع معدلات الأسعار والتبادلات العقارية في بلدان مثل مصر ولبنان وسورية مقارنة بالأعوام السابقة، في مقابل ارتفاعها في بلدان مثل الإماراتوالكويت وباقي دول الخليج، لاعتبارات تتعلق بتبدل الاتجاهات وأنماط الاستهلاك السياحي فيها وفي باقي دول المنطقة. وتوقع التقرير الأسبوعي لشركة"المزايا"، ارتفاع السياحة الخليجية البينية خلال الصيف، خصوصاً في رمضان المبارك، الذي تفضل العائلات قضاءه في بيت العائلة أو مكان قريب منه، ما يشير إلى بروز سياحة خليجية جديدة ستكون أكثر المستفيدين منها الإمارات والسعودية، إذ تستفيد الأولى من البنية التحتية والمرافق السياحية المتكاملة، والثانية من السياحة الدينية المرتبطة بالعمرة. واعتبر التقرير أن الصيف، الذي بقي فصلاً هادئاً على مستوى العقارات في دول الخليج خلال السنوات الماضية، سيشهد تحركات واضحة، خصوصاً العقارات المخصصة للضيافة مثل الشقق الفندقية والشقق المفروشة، كما ستشهد الفيلات ارتفاعاً في أسعار البيع والتأجير. وأشار إلى أن عودة المغتربين من دول الخليج إلى بلدانهم، مثل الأردن ومصر ولبنان، لقضاء العطلات ستساهم في إحياء أسواق العقارات الراكدة، خصوصاً في مجال الشقق والعقارات السكنية، مع توقعات باستقرار معدلات الأسعار في ظل تشدد من المصارف في منح الإقراض السكني. وكان تقرير رسمي أوضح أن القطاع السياحي في الإمارات شهد طفرة كبيرة، يُتوقع أن تتجاوز كلفتها خلال السنوات المقبلة 230 بليون درهم نحو 63 بليون دولار، فضلاً عن أن حجم الإنفاق السياحي داخل الإمارات عام 2010، بلغ 25.7 بليون درهم، بزيادة 13 في المئة مقارنة بعام 2009، وبمساهمة نسبية مقدارها 2.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وكان القطاع السياحي حقق نمواً بمعدل 4.3 في المئة سنوياً، مع توقعات بأن يصل إلى ما نحو 304.1 بليون درهم، في ظل توقعات بنمو الطلب السياحي 4.6 في المئة سنوياً، ليصل إلى 498.8 بليون درهم عام 2018. كما توقع تقرير خاص أن يتجاوز عدد السياح إلى الإمارات 10.5 مليون سائح العام الجاري، بزيادة ثمانية في المئة عن عام 2010. ولاحظت"المزايا"أن قطاع السياحة اللبناني كان الأكثر تأثراً بالأحداث في سورية والاضطرابات السياسية في لبنان، إذ تراجع عدد الزوار خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة 15 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، وفق أرقام وزارة السياحة. وعلى رغم المؤشرات الأولية التي كانت تفيد بأن لبنان سيكون الوجهة الأساسية للسياح العرب، إلا أن الشلل السياسي والتجاذبات السياسية فيه تحول دون ذلك. وبيّن التقرير أن لبنان استقبل عام 2010 أكثر من مليوني زائر. وتراجعت تداولات العقارات في لبنان بنسبة 20 في المئة، ما تسبّب بتراجع النمو الاقتصادي، إضافة إلى أسباب أخرى، إلى أقل من ثلاثة في المئة بحسب صندوق النقد الدولي. وتوقع التقرير أن تنفّذ مصر خطة إنعاش للسياحة التي تضررت خلال النصف الأول من السنة، وتوقعت وزارة السياحة المصرية أن يرتفع عدد السياح إلى 20 مليون سائح، إضافة إلى زيادة عائدات السياحة إلى 20 بليون دولار خلال السنوات المقبلة، إذ أن السياحة تعتبر من القطاعات الرئيسة وتمثّل 11.5 في المئة من الناتج القومي الإجمالي. ولفت إلى أن مصر ستستغل حلول شهر رمضان خلال موسم الصيف للترويج لقدوم السياحة الخليجية والعربية، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من السياح العرب الذين دخلوا مصر خلال الموسم الماضي، والبالغ عددهم 1.2 مليون شخص، كان من بينهم 700 ألف ليبي، ما يعني أن مصر تحتاج إلى إيجاد موارد أخرى للسيّاح خصوصاً من السعودية الكويت وباقي دول الخليج، إذ يملك هؤلاء عقارات في القاهرة ومدن مصرية تؤهلهم للبقاء فترات طويلة. وفي آذار مارس الماضي، كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تراجع عدد السياح 60 في المئة، إلى نحو 535 ألف سائح، في مقابل 1.3 مليون سائح خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وكان قطاع السياحة العالمي سجّل نمواً نسبته اثنين في المئة العام الماضي، لكنه لم يساهم في إيجاد أكثر 946 ألف وظيفة في أنحاء العالم، ويُتوقع أن ينمو العام الجاري بنسبة 2.7 في المئة، بحسب التقديرات الأولية للمجلس العالمي للسفر والسياحة، ما سينتج نمواً في مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد العالمي بنحو 10 في المئة بحلول عام 2020، ويساهم في إيجاد 66 مليون وظيفة، ستكون 50 مليون منها في آسيا. وأوضح التقرير أن موسم 2011، سيتميز بصورة ضبابية، خصوصاً في ما خص سورية ومصر وتونس وباقي الدول التي تعرضت أو تتعرض لأخطار أمنية وسياسة. وأعلنت هيئة السياحة السنغافورية ارتفاع عائدات السياحة العالمية 35.7 في المئة خلال الربع الأول من السنة، ليبلغ إجمالي عائدات السياحة 4.03 بليون دولار. وكانت الهيئة أعلنت عن ارتفاع أعداد الزوار المقبلين من الإمارات إلى سنغافورة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام بنسبة 14.3 في المئة. وسجّل عدد من القطاعات السياحية مثل الجولات السياحية والترفيهية، أعلى معدلات نمو بزيادة سنوية بلغت 321 في المئة بعد افتتاح اثنين من أبرز المنتجعات العالمية المتكاملة، وتنظيم عدد من الفعاليات والمعارض الثقافية الدولية. وتتوقع الهيئة استقبال ما بين 12 مليون زائر و13 مليوناً العام الجاري، مقارنة ب 11.6 بليون العام الماضي، كما توقعت أن تصل العائدات السياحية إلى ما بين 17.5 بليون دولار و19.1 بليون، مقارنة ب 14.9 بليون دولار.