سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدابي ل "الحياة": الحكومة لم تمنعنا من دخول أي موقع ... سكان حمص : أعضاء البعثة لا يهتمون بمعاناة الناس وموتهم . سورية : مهمة المراقبين تتعايش مع القتل
في اليوم الثاني لتحرك المراقبين العرب في سورية، استمر الجدل في شأن مهمتهم، وبمدى قدرتهم على الاطلاع على حقيقة ما يجري على الأرض. ومع هذا الجدل استمرت المواجهات وسقوط القتلى والجرحى في أنحاء مختلفة من سورية. وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل عشرين شخصاً على الأقل أمس وسقوط عدد كبير من الجرحى. وذكرت أن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في حماة كانوا يحاولون الوصول إلى ساحة العاصي للاعتصام فيها مع توقع وصول المراقبين العرب إلى حماة اليوم الخميس. وقتل ستة وجرح آخرون. كما قتل أربعة جنود وجرح 12 في كمين نصبه منشقون عن الجيش لقوات الأمن في محافظة درعا بين خربة غزالة وداعل. كما قالت الهيئة مساء أمس إن حي بابا عمرو تعرض لقصف قوات الأمن بعد مغادرة المراقبين العرب. راجع ص 2 و3 ونفى رئيس بعثة المراقبين الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي في حديث إلى"الحياة"ما تردد أمس في شأن اعتقال أربعة مراقبين في حمص وقال إن مجموعة من المراقبين كانت تؤدي عملها بصورة ممتازة في حي باب السباع في حمص وحدث إطلاق نار في الشارع ما دفع بعثة المراقبين خمسة أشخاص إلى دخول مبنى مجاور، ولم يتم إطلاق نار عليهم"وكان هناك ضرب النار في الهواء". وسئل عن المسؤول عن إطلاق النار فقال إن حمص فيها الكثير من التقاطعات، وهذا يدعي وآخر يطلق ادعاء آخر، ما يجعل المرء يشكك في الادعاء لكن لا تحديد قاطعاً في شأن مصدر النار. وأضاف:"بعد لجوء أفراد بعثة المراقبين إلى المبنى ذهبنا إليهم وأخرجناهم ورجعنا لموقعنا سالمين، ولم يُعتقل أحد ولم يهرب أحد،"أنا شخصياً ذهبت إليهم وأخذتهم ووجدنا تعاوناً من أهالي المنطقة في باب السباع ولم يحدث اعتقال أي مراقب، هذه إشاعات". وعن سبب عدم زيارة بعثة المراقبين أمس مواقع في حمص قال:"هناك مناطق سخونتها أقل وسيتعامل معها مراقبون موجودون في حمص حالياً خلال الأيام المقبلة، وحرصنا في اليومين الماضين على زيارة مراقبة مناطق ساخنة". وعما تردد في شأن منع الحكومة السورية المراقبين من زيارة مناطق أو عرقلة زيارتهم مناطق أخرى في حمص قال:"إطلاقاً لم تمنعنا الحكومة السورية من دخول أي موقع، بل يرافقوننا إلى منطقة معينة قبل دخول المناطق ويقولون لنا اذهبوا، ونحن نذهب إلى مناطق فيها معارضة مسلحة، وندخل إلى قلب تلك المناطق ووسط الناس، وأية منطقة رغبنا في دخولها دخلناها ونجد ترحيباً". وبينما أعلنت دمشق أنها تقدم كل التسهيلات لتحرك المراقبين، اتهمتها جهات معارضة بإخفاء حقيقة ما يجري عنهم وبعدم سحب الدبابات والمسلحين من الشوارع، كما تقضي الخطة العربية. كما تم توجيه اتهامات أخرى من قبل جهات في المعارضة السورية لوفد المراقبين ولرئيسه بتجنب دخول الأحياء التي وقعت فيها المواجهات الدموية. وأكد رئيس غرفة العمليات في الجامعة العربية السفير عدنان الخضير أن فريق المراقبين يواصل عمله لليوم الثاني بطريقة جيدة وبتسهيلات كاملة من الحكومة السورية حيث تم توزيع فرق المراقبين على خمس مناطق هي حمص وحلب وإدلب ودرعا وحماة. وأضاف أن التقارير التي وصلت إلى غرفة العمليات من رئيس البعثة مطمئنة وأن الجانب السوري يسّر كل الأمور، مؤكداً أن الفريق يعمل بكل حرية وبكل صلاحياته المنصوص عليها في البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية وبمساعدة إخوانهم في سورية. وحول الانتقادات لاختيار الدابي لرئاسة فريق المراقبين بسبب علاقته بملف دارفور ومن قبلها ترؤسه الاستخبارات العسكرية في السودان، أكد الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبي أن الدابي ليس على لائحة ال74 متهماً المطلوبين من قبل المحكمة الدولية، وشدد على أنه على رغم ذلك إذا ثبت شيء موثق ضده سيتم اتخاذ القرار المناسب. واستقبل أهالي حي بابا عمرو وفد المراقبين أمس بعرض جثث لقتلى في المواجهات الأخيرة، وظهرت على مواقع على الإنترنت مشاهد لأهالي الحي يعرضون جثة طفل في الخامسة من عمره قالوا إنه قتل برصاص قوات الأمن. غير أن الدابي قال إن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً في مدينة حمص وإن فريقه يحتاج إلى مزيد من الوقت لتفقد المدينة قبل إصدار حكم نهائي. وأضاف:"كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً". لكن مقيمين في حي بابا عمرو قالوا إنهم يشعرون أن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم. وقال شخص من سكان الحي"شعرت أنهم لم يعترفوا حقاً بما رأوه. ربما لديهم أوامر بألا يظهروا تعاطفاً. لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع إلى روايات الناس". وأضاف:"شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ... لقد علقنا أملنا على الجامعة العربية. لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون في ما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس". وفي نيويورك كان مقرراً بعد ظهر أمس أن تعود الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى عقد اجتماع، هو الثاني خلال يومين على مستوى نائب المندوب الدائم، بعدما فشلت المفاوضات على مستوى الخبراء لكامل أعضاء المجلس في تحقيق تقدم في"تجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها روسيا أمام التعديلات الغربية المقترحة على مشروع القرار الذي اقترحته والمتعلقة بفرض عقوبات وحظر أسلحة على سورية، إلى الدعوة إلى إرسال مراقبين دوليين بتكليف من مجلس الأمن. وقالت مصادر في مجلس الأمن إن"المفاوض الروسي أظهر استعداداً للتفاوض على نقاط قد تحرك المفاوضات خطوات بطيئة، لكنهم لم يوافقوا على اللغة المقترحة في شأن دعم مبادرة جامعة الدول العربية بكليتها".