أصبحت البوسنة والغابونونيجيريا صاحبة القرار في معركة الفلسطينيين في مجلس الأمن للحصول على أصوات لدعم العضوية الكاملة لدولتهم في المنظمة الدولية. في الوقت نفسه، يزور الرئيس محمود عباس بوغوتا في 11 الشهر الجاري بعد زيارة مماثلة للبرتغال في إطار حملته لحشد التأييد لطلبهم، علماً أن كولومبيا تشغل مقعداً غير دائم في المجلس، وأنها دولة لاتينية مع المكسيك تعارض منح العضوية لفلسطين. وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أعلن أن الفلسطينيين تمكنوا من الحصول على تأييد ثمانية أعضاء من بين 15 عضواً في مجلس الأمن، بينما يفترض أن يحصل المشروع على تسعة أصوات لتمريره، ما سيحرج الولاياتالمتحدة ويضطرها إلى اللجوء ل"الفيتو". وحساب الأصوات معقد مع الفلسطينيين الذين حصلوا على تأييد علني من ست دول أعضاء في المجلس هي البرازيل والصين والهند ولبنان وروسيا وجنوب أفريقيا. وأكدت الدول الأوروبية أنها لم تقرر بعد موقفها، لكن ديبلوماسيين ذكروا أن بريطانياوكولومبيا وفرنسا وألمانيا والبرتغالوالولاياتالمتحدة ستمتنع عن التصويت أو ستصوت ضد القرار. وهذا يجعل البوسنة والغابونونيجيريا في الخط الأمامي. وسيزور المالكي البوسنة التي تشهد رئاستها الثلاثية من الصرب والكروات والمسلمين انقساماً في شأن دعم الفلسطينيين. وسيتوجه وفد آخر عالي المستوى إلى الغابونونيجيريا، كما ذكر مسؤولون فلسطينيون، على رغم أن المالكي أكد أنه تلقى تأكيدات بأن الدولتين ستدعمان الطلب الفلسطيني. واعترفت هذه الدول الثلاث بالدولة الفلسطينية في شكل فردي في السابق، لكنها تدرك أيضاً ثقل وزن الديبلوماسية الأميركية. وقال ديبلوماسي في مجلس الأمن إن"الولاياتالمتحدة تملك وسائل سياسية واقتصادية". فعضوا المجلس الرئاسي البوسني المسلم والكرواتي بكر عزت بيغوفيتش وزيليكو كومسيتش يدعمان الطلب الفلسطيني الذي يعارضه العضو الثالث الصربي نيبويسا رادمانوفيتش. وتصوت البوسنة على قرارات الأممالمتحدة عادة بالانحياز للإجماع المتوافر، لذلك قال ديبلوماسيون إن هذا الانقسام والعلاقات الوثيقة مع الولاياتالمتحدة يمكن أن يجبرا البوسنة على الامتناع عن التصويت. وقال كومسيتش لصحيفة"دنيفي افاز"الجمعة:"أتعاطف مع الفلسطينيين وفلسطين كدولة، لكن السياسة ليست تعاطفا ومواقف شخصية فقط". وفي الغابون، قال مصدر في الرئاسة لوكالة"فرانس برس"إن بعثة فلسطينية موجودة في الغابون منذ سنوات، لكن الغابون إما ستؤيد الفلسطينيين أو ستمتنع عن التصويت. وأكد وزير الخارجية النيجيري أولوغبينغا اشيرو دعماً للطلب الفلسطيني، لكنه لم يوضح كيف سيصوت أكبر بلد في عدد السكان في أفريقيا في مجلس الأمن. ونصف سكان نيجيريا البالغ عددهم 150 مليون نسمة من المسلمين، وهي بلد واجهت الولاياتالمتحدة صعوبات في الماضي في التأثير فيه. لكن نيجيريا ستكون في وضع حساس، إذ إنها ستتولى رئاسة مجلس الأمن في تشرين الأول، بما في ذلك لجنة العضوية والاجتماعات الكاملة إذا كان سيجرى تصويت. وسيزور عباس بنفسه البرتغال الأسبوع الجاري قبل أن يتوجه إلى كولومبيا للضغط على حكومتي البلدين من أجل دعم مطلب الفلسطينيين. وأعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس في بيان أول من أمس أن"الرئيس الفلسطيني قرر زيارة أميركا الوسطى وعرض أن يقوم بزيارتنا. فأجبناه بأنه موضع ترحيب، وسيزورنا في 11 تشرين الأول". لكن سانتوس حذر من أن هذه الزيارة لن تغيّر موقف بلاده الرافض لدولة فلسطينية بقرار من الأممالمتحدة من دون أن يكون هذا الأمر ثمرة مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأوضح في بيانه أن"كولومبيا تدعم حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم، وكولومبيا تأمل في أن يكون هذا نتيجة اتفاق بين الطرفين كي يتمكنا فعلاً من العيش بسلام".