قبل اعتزالي كرة القدم منذ أربعة أعوام، التقيت خلال مشواري الرياضي بعدد من القيادات واستمعت إلى توجيهاتهم، وكنت أصغي السمع وأستفيد من نصائحهم، وللحق فإنني اشتقت كثيراً لتلك التوجيهات عقب اعتزالي كرة القدم وابتعادي عن البساط الأخضر، وتوقعت أنني أصبحت تحت مظلة كلمة «كانوا»، وهي الكلمة التي تقال بحق من ابتعدوا عن الركض في ملاعبنا المحلية، إلا أن ما جرى في الأسبوع الماضي وبعد وفاة والدي - أسكنه الله فسيح جناته - من التفاف المجتمع حولنا والاتصالات الهاتفية التي تلقيناها للتعازي في مصابنا الجلل، وكذلك تكبد كثيرين عناء الحضور إلى منزلنا لتقديم واجب العزاء، كلها أمور أشعرتني بأهلي وأحبتي الذين خففوا عنا أحزان فراق والدنا وكبير عائلتنا، الذي لن تكفيني كلماتي للحديث عن الخيرة بين أهله في محافظة الدرعية، وبصراحة لن أنسى هذه الوقفة طوال حياتي، لأنها جسّدت لي معاني كبيرة وكثيرة، وسأظل أذكرها وأرددها من دون تمجيد أو نفاق، فشكراً من القلب لكل من وقف بجانبنا وكان حريصاً على مواساتنا في مصابنا الجلل. شكراً يا أمير الجمال يا أمير الوفاء يا أمير الرياض سلمان بن عبدالعزيز. الدولة كلها اشتاقت إليك والرياض تحن لعودتك سالماً. شكراً للأمير والرئيس الشرفي خالد بن سلطان، وشكراً لمحافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصر، الذي قدم من الخرج إلى الدرعية وإلى منزل «العزاء» بالتحديد، ليواسينا. شكراً للأمير خالد بن سعد الذي لا أدري ماذا أقول عنه، لأني أعرف أنه لا يحب أن يتحدث عنه أحد، ولا أقول سوى إنني أعتز بأخوتك وأبوتك. شكراً محافظ الدرعية الأمير أحمد بن عبدالرحمن... أنت الحريص، وأنت الجاد دوماً في القرب من إخوانك أبناء الدرعية. وشكراً للأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز، وأسرتنا ستظل فخورة بمحبة والدكم الأمير أحمد بن عبدالعزيز أطال الله في عمره. شكراً لكثيرين ومنهم الأمير خالد بن فيصل بن فهد والأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود والأمير الوليد بن بدر والأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد (السامر) والأمير فيصل بن سلمان. اعذروني جميعاً فأنتم أخجلتموني بمواقفكم النبيلة، وهذا يحثني على العمل أكثر لأكون عند حسن ظن الجميع وأسهم في خدمة بلادي ودفعها للمزيد من الازدهار تحت قيادة وتوجهات ملك الإنسانية والد السعوديين عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي أتمنى له الشفاء العاجل والعودة الغانمة إلى أرض الحرمين الشريفين. [email protected]