من لا يتذكر كيفين كوستنر، نجم السينما الهوليوودية؟ أدى دور البطولة في فيلم"الرقص مع الذئاب"الذي أخرجه عن رواية لمايكل بلايك. وأدى دور البطولة الى جانب نجمة الغناء ويتني هيوستون في"الحارس الشخصي". وشارك في فيلم"الذين لا يرتشون"مع شين كونري، وفي"روبين هود أمير اللصوص"وغيرها من الأفلام التي تركت بصماتها على سجلّ الأعمال السينمائية الأساسية في الجزء الأخير من الألفية الماضية. بدأ نجم كيفين كوستنر يخبو قليلاً قبل عشرة أعوام، إذ أن فيلميه"عالم الماء"من إخراج كيفين رينولدز و"رجل البريد"الذي نفذه كوستنر شخصياً، لم يجذبا الجماهير العريضة على خلاف ما حققته أعماله الماضية. فابتعد كوستنر عن الأضواء متجاهلاً الألسنة التي راحت تحط من معنوياته. وهذه الألسنة نفسها كانت ترفعه إلى القمة وتمدح صفاته الحسنة ومواهبه المتعددة حين كان في أوج مجده. وعلى سبيل المثل نجمة البوب مادونا التي سخرت منه رسمياً في الفيلم التسجيلي"في الفراش مع مادونا"الذي روى سيرتها الشخصية. لم يظهر كوستنر منذ العام 2000 إلا في أفلام قليلة، الأمر الذي لم يسمح له باستعادة بريقه المفقود. لكنه فاجأ الجميع أخيراً، إذ اكتشف جمهوره الباريسي أن الممثل القدير تحول إلى مغنٍ وعازف غيتار. وأسس فرقة موسيقية تحمل إسم"مودرن وست"الغرب الحديث، وقف في صحبتها فوق خشبة مسرح"لا سيغال"في العاصمة الفرنسية ليردّد مجموعة من الأغنيات التي كتبها ولحنها بنفسه أو بالمشاركة مع أفراد فرقته. وتنتمي الأغنيات إلى موسيقى ال"كاونتري"الشعبية النابعة من الغرب الأميركي. وهي في النهاية لا تأتي بأي جديد في هذا الميدان الذي يزخر بمغنيّن ومغنيات صاروا عمالقة فيه. والحقيقة أن كوستنر امتهن الغناء والعزف منذ نحو خمسة أعوام، وهو يطوف الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا مع فرقته ويقدم وصلاته على مسارح صغيرة إلى حد ما، مثلما فعل في باريس. فمسرح"لا سيغال"على رغم شهرته العريضة لا تمكن مقارنته بالقاعات الضخمة التي تتسع لآلاف المتفرجين وتستقبل أكبر نجوم الغناء العالميين. وأحيا كوستنر سهرة واحدة فقط في باريس، الأمر الذي يدل على عدم اقتناع الجمهور به كمغن. وبدا مثل مغنٍ من الدرجة الثانية، محاطاً بفرقته الصغيرة فوق المسرح، أمام قاعة ممتلئة بالفعل، ولكن تنقصها الحماسة ربما لأن كوستنر شخصياً لم يظهر أدنى حماسة أثناء الحفلة، مكتفياً بترديد أغنياته وبالعزف على الغيتار في أسلوب بارد، برره في مقابلاته الصحافية في ما بعد، بأنه"الأسلوب الأمثل لهذا اللون الموسيقي البطيء الذي يوحي بشيء من الكسل في مضمونه". وقال إن الأميركيين في الغرب، وهم منبع موسيقى ال"كاونتري"، يتصفون بشيء من البرود في تصرفاتهم وحركاتهم، وبالتالي في طريقة عزفهم الموسيقى الخاصة بهم وترديد الكلمات اللائقة بها. وعن تحوله الى الغناء بعد التمثيل، قال كوستنر أن السينما لا تزال هاجسه الأول، وأنه يعتبر الأغنية بمثابة هوايته الأولى لا أكثر ولا أقل. وأكد أنه يستعد لأداء بطولة ثلاثة أفلام جديدة من بينها واحد سيتولى إخراجه بنفسه، اضافة الى فيلم"رجال أليفون"الذي يتقاسم بطولته مع النجم تومي لي جونز، وهو سيعرض في الصالات العالمية قريباً. ولكن هل تعيد هذه الأفلام كوستنر إلى واجهة الساحة وتأتي بالدليل الفعلي على أن الأغنية ليست بالنسبة له أكثر من هواية؟