تميّز هاني الخطيب، الأميركي من أب فلسطيني وأم فيليبينية، منذ نعومة أظافره بولعه بالموسيقى والغناء. وتشهد مدينة سان فرانسيسكو حيث ولد قبل ثلاثين سنة، على موهبته الفذة في العزف على الغيتار والبيانو، إضافة إلى تمتعه بقدرة صوتية مميزة جعلته يقلّد ببراعة المغنين الأميركيين الكبار، لا سيما في ميدان الروك أند رول وأبرزهم الراحل إلفيس بريسلي. كبر الخطيب وحرص بحماية أهله وتشجيعهم إياه، على تنمية مواهبه المتعددة وتعلم أصول الغناء والعزف في مدارس متخصصة إلى جانب تعليمه المدرسي التقليدي بطبيعة الحال. ولكن الفنان لم يقرر الإنغماس الفوري في دنيا الفن، مفضّلاً أن يمارس الموسيقى كهواية في بادئ الأمر. فعمل لدى شركة متخصصة في تصنيع خشبات «سكيت بورد» التي يستخدمها الشباب لممارسة لعبة رياضية شكّلت «صرعة» في العالم كله خلال السنوات الأخيرة. واستطاع أن يعتلي منصب الإدارة الفنية للشركة نفسها. وبعد نهارات عمل متعبة، كان يخصص الفترة المسائية لكتابة كلمات أغانٍ، من دون أن يعرف ماذا يفعل بها سوى ترديدها لنفسه، حفاظاً على نوع من العلاقة الخيالية مع دنيا الغناء والفن عامة... الى أن أتاح له الحظ أن يتعرف إلى شاب يملك استوديو تسجيل ويهوى التلحين. وسرعان ما جمعت بينهما صداقة، فأطلعه الخطيب على أغانيه المكتوبة، فوضعا معاً الألحان المناسبة لها، وسجّلها الخطيب بصوته وعزفه على الغيتار. أسطوانة أولى هكذا وبمحض الصدفة، ولدت أول أسطوانة لهاني الخطيب قبل ثلاث سنوات، وضمت تسع أغنيات من نوع الروك أند رول، مسجلة بكثير من العيوب بسبب قلة الإمكانات المادية. لكنها دلت بوضوح على موهبة الفنان الشاب وقدرته على جذب الجماهير العريضة بصوته. ومنذ ذلك الحين عثر الخطيب على منتجين ولم يتوقف عن تسجيل الأسطوانات والغناء على خشبات المسارح الأميركية. وترك وظيفته في شركة «سكيت بورد»، معترفاً رغم كل شيء بأن عمله فيها علّمه الكثير عن عقلية الشباب كما سمح له بتأليف أغان تتأقلم كلياً مع هذه العقلية. ولا يخفي الخطيب مدى إعجابه بملك الروك أند رول الراحل إلفيس بريسلي، الفنان الذي لقنه حب الموسيقى والغناء من خلال أعماله الفذة التي تعبر الزمن بسحر عجيب. والطريف أن الخطيب يعتمد تسريحة شعر تشبه إلى حد ما تلك التي كانت تميز بريسلي في مظهره، عدا عن الجاكيت الجلدية «علامة» محبي الروك أند رول والتي كان يرتديها بريسلي في جولاته الإستعراضية. وبدأ الخطيب حديثاً يطوف العالم بأغانيه. فحلّ ضيفاً على مسرح «لا سيغال» الباريسي وعلى مسارح أخرى في مدن ريفية فرنسية، في إطار جولة أوروبية. أما آخر أسطوانة صدرت له، فهي بعنوان «ويل ذي غانز كام أوت» (هل ستظهر المسدسات) وهي بإيحاء واضح من أفلام الغرب الأميركي من نوع «كاوبوي»، ولكن على أنغام الروك أند رول. علماً أن إلفيس بريسلي مثل في فيلم من هذا النوع وردد فيه أغنيته الشهيرة «فلايمنغ ستار» (نجمة مضيئة). وعن جذوره المختلطة، يقول الخطيب ل «الحياة»، إنها منبع ثراء له. ويروي أن عائلته أتت إلى الولاياتالمتحدة الأميركية في السبعينات من القرن الماضي، وأن اللغة الإنكليزية كانت الصلة الوحيدة بين كل من والده ووالدته من ناحية، وأميركا من ناحية أخرى. وأضاف: «لقد كبرت في إطار ثلاث ثقافات مختلفة. هذا أفضل شيء يمكن أن يحدث للمرء».