أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري:"في لبنان ستكون يدنا من فولاذ في وجه كل من يتعرض لأي لبناني مسيحي في هذا البلد"، وقال:"كلنا لبنانيون ولا نفرق بين المسلمين والمسيحيين، لكن حين يستهدف أحدهم أي طائفة من الطوائف وخصوصاً المسيحيين فسنكون سيفاً مصلتاً عليه". واعتبر الحريري أن"العيش المشترك الموجود في لبنان اليوم هو العمود الفقري للبلد، والسياحة الدينية هي في صلب السياحة التي يجب أن تكون قائمة في لبنان"، داعياً إلى"إعداد البرامج في هذا الإطار". كلام الحريري جاء صباح امس في افتتاح ورشة عمل تمهيدية في السراي الكبيرة لإطلاق مشروع"السياحة الثقافية الدينية"، في حضور وزير السياحة فادي عبود، المدير العام لوزارة السياحة ندى السردوك، وممثلين عن وزارات الثقافة والسياحة والبيئة والداخلية، وشخصيات وممثلين عن جامعات لبنانية وجمعيات غير حكومية معنية بمشروع السياحة الثقافية الدينية. واعتبر الحريري أن المشروع التابع لوحدة التطوير في رئاسة مجلس الوزراء لوضع لبنان على الخارطة العالمية لبلدان السياحة الثقافية الدينية"كان يفترض أن ينفذ منذ زمن"، مشيراً الى أن"من واجبنا أن نعد برامج في هذا الإطار، لنثبت للعالم أن هذه هي حقيقة لبنان وصورته الحقيقية. فالعيش المشترك ليس مجرد كلام، بل لا بد أن نظهر ما هو لبنان الذي نراه، وليرى العالم أننا لسنا فقط مسلمين ومسيحيين نعيش معاً تحت ظروف سياسية صعبة في بعض الأحيان، بل ان لبنان غني بكل ما للكلمة من معنى بكل طوائفه ومذاهبه". ولفت الحريري الى ان"التحديات في المنطقة كبيرة جداً بالنسبة الى العيش المشترك"، مخاطباً"الأخوة المسيحيين، خاصة بعد الكلام الذي صدر مؤخراً، وبعد ما حصل في بغداد من تفجيرات"، بالقول:"أؤكد أننا في لبنان ستكون يدنا من فولاذ في وجه كل من يتعرض لأي لبناني مسيحي في هذا البلد". وتحدث خلال الاحتفال وزير السياحة فادي عبود الذي أكد أن"لبنان بمقوماته وميزاته يمكن أن يكون رمزاً للسياحة الدينية في العالم"، مشيراً الى أن"لبنان أرض القداسة هو بالفعل رسالة ورمز، أرض التعايش والمحبة، وهو وطن صيغة حوار الديانات والثقافات، وهذه فرادة غير موجودة في كل أصقاع الأرض". وقال:"في لبنان أيضاً برز علماء مسلمون وضالعون بعلم الفقه وكذلك آلاف الجوامع والمعابد والمقدسات الإسلامية لدرجة أن إحدى مدننا، طرابلس، صنفت بأنها ثاني مدينة إسلامية من حيث عدد المساجد والمدارس وأماكن العبادة الإسلامية"، لافتاً الى أن"هذا المزيج الفريد أذهل العالم، وقدم تجربة لا تتكرر عبر تداخل المئذنة مع قبة الكنيسة". وأشار عبود الى ان اهتمام الحريري ب?"تنمية السياحة الدينية واضح عبر دعمه لورشة العمل وللمشروع الذي نطلقه، كما عند لقاء دولته مع البابا بنديكتوس السادس عشر وكبار المسؤولين في الفاتيكان في شباط الماضي، طلب من البابا تشجيع المسيحيين على المجيء إلى لبنان، وبحث مع أمين سر الفاتيكان ووزير خارجيته في وضع لبنان على الخريطة السياحية للمسيحيين".