أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه «وجه دعوة الى البابا بيندكتوس السادس عشر لزيارة لبنان لتكريسه كبلد الرسالة والشراكة المسيحية - الإسلامية، وأبلغه الاهتمام الذي يوليه شخصياً لمساحة الحوار بين الأديان لكي يبقى لبنان نموذجاً لهذا الحوار بين مختلف الطوائف والتعايش السلمي، خصوصاً اعتماده قيم الاعتدال كمبدأ على قاعدة العمل السياسي». وشدد على أن «لبنان سيد نفسه ويأخذ قراره كدولة ومؤسسات ويلتزم القرار الرقم 1701». كلام الحريري جاء بعد لقائه البابا ظهر أمس في الفاتيكان حيث خصص باستقبال مميز، وبلقاء ثنائي دام نصف ساعة بدل ثلث ساعة كما جرت العادة، وتطرق البحث الى الوضع اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً. وعقد الحريري جلسة عمل مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو بيرتوني وتناول البحث مختلف التطورات التي يشهدها لبنان والمنطقة على الصعد كافة وأيضاً العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام. وقال الحريري بعد اللقاء: «وجهنا دعوة الى قداسة البابا لزيارة لبنان كما سبق وزاره البابا يوحنا بولس الثاني، وهذه من الخطوات التي تكرس العيش المشترك وتكرس لبنان الرسالة والشراكة المسيحية - الإسلامية وهي خطوة وجسر ورسالة للعالم العربي. وإن شاء الله نأمل خيراً من قداسة البابا ولمست منه أن الاستقرار هو الطريقة الوحيدة للتقدم في المنطقة ليكون هناك سلام عادل وشامل». واوضح انه شرح للمسؤولين في الفاتيكان «مخاوفنا من التهديدات الاسرائيلية الدائمة التي تؤثر سلباً على المنطقة وطلبت منهم ممارسة كل الضغوط الممكنة على الدول المعنية لتجنب اي خطأ في هذه المرحلة او أي مرحلة مقبلة على لبنان او في الشرق الاوسط». وشدد على اهمية التمسك بالعيش المشترك وعدم الانخراط في اي انقسام في البلد لأنه يضعفنا اكثر من اي حرب»، واشار الى دور الحكومة في المحافظة على هذه الصيغة الاساسية للبنان». وعن الاتصال الذي أجراه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، قال: «لا شك في أن لبنان سيد نفسه ويأخذ قراره كدولة وكمؤسسات وكحكومة وهذا شيء يخص الحكومة والتهديدات الإسرائيلية تطاول المنطقة ككل والاتصالات الأخيرة بين الرئيسين نجاد وسليمان والسيد نصرالله هي للرد على التهديدات الإسرائيلية على لبنان». وأضاف: «نحن كدولة مسؤولون عن كل الأراضي اللبنانية ونلتزم تطبيق القرار 1701 لأنه يحمي لبنان من أي هجوم إسرائيلي. كما نقوم باتصالات دائمة مع كل الدول الصديقة مثل فرنسا وإيطاليا وأميركا وألمانيا التي لها اتصالات مع إسرائيل». وقال الحريري: «لا نخاف من الحرب ولا نعتبر أن لا مهرب منها، ونتعامل مع التهديدات كما يجب أن نتعامل معها كدولة وهي مجرد تهديدات». ولفت الى أنه بحث مع المسؤولين في الفاتيكان في موضوع السياحة الدينية لما يتمتع به لبنان من مراكز دينية مهمة، كما أطلع البابا على قرار مجلس الوزراء اعتماد عيد بشارة السيدة العذراء في 25 آذار (مارس) عيداً وطنياً بسبب التعايش الإسلامي المسيحي. وبعد اللقاء الثنائي استقبل البابا زوجة الرئيس الحريري لارا وأولاده الثلاثة حسام ولولوا وعبدالعزيز في حضور سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري والوفد المرافق، وجرى تبادل الهدايا التذكارية اذ قدّم البابا للحريري قلماً على شكل أحد الأعمدة الأربع لكاتدريائية القديس بطرس، في حين قدّم الحريري للبابا مخطوطة تاريخية عبارة عن كتاب «أستولوجيون الصلوات» ترجمه من اليونانية الى العربية بطريرك أنطاكيا للروم الملكيين الكاثوليك ماتيوس كرما ويعود تاريخه الى العام 1633 ومؤلف من 601 صفحة.