انعقدت هيئة الحوار الوطني اللبناني في جلستها الثانية عشرة امس في ظل مقاطعة معظم ممثلي قوى 8 آذار التي أبرز أركانها حزب الله، وذلك في خضم أزمة سياسية تشهدها البلاد على خلفية خلاف حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس ان أعضاء هيئة الحوار وبينهم رئيس الحكومة سعد الحريري وصلوا الى القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت، حيث عقدوا جلسة برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفي غياب عدد من ممثلي الاقلية النيابية أبرزهم النائب محمد رعد، رئيس كتلة حزب الله والنائب المسيحي ميشال عون. ولم يحضر من قوى 8 آذار إلا رئيس حركة أمل الشيعية نبيه بري الذي قال انه يشارك بصفته رئيسا لمجلس النواب. وكان عون بادر الاربعاء الى إعلان مقاطعته الاجتماع «احتجاجا على إرجاء جلسة مجلس الوزراء» التي كانت مخصصة للبحث في مسألة «الشهود الزور» المرتبطة بقضية اغتيال الحريري. وأرجئت جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية التي كانت مقررة الاربعاء لإفساح المجال أمام إجراء اتصالات تحول دون حصول تصعيد داخل الحكومة في حال تم التصويت على قضية «الشهود الزور». ويطالب حزب الله وحلفاؤه بان يحيل مجلس الوزراء ملف «الشهود الزور» على المجلس العدلي، أعلى سلطة قضائية في البلاد، معتبرين ان هؤلاء الشهود هم الذين تسببوا بتسييس تحقيق المحكمة الدولية، لا سيما في ظل التقارير التي تتحدث عن احتمال توجيه المحكمة الاتهام في اغتيال الحريري الى حزب الله. ويعتبر فريق سعد الحريري في المقابل، ان لا امكانية للبحث في ملف «الشهود الزور» قبل صدور حكم المحكمة للتأكد من الوقائع. على صعيد متصل حذر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس من أنه ستكون «يدنا من فولاذ» في وجه من يتعرض لأي لبناني مسيحي في هذا البلد. وقال الحريري خلال افتتاحه امس ورشة عمل تمهيدية لإطلاق مشروع «السياحة الثقافية الدينية، «يدنا من فولاذ في وجه كل من يتعرض لأي لبناني مسيحي في هذا البلد»، وأضاف «نحن كلنا لبنانيون ولا نفرق بين المسلمين والمسيحيين، ولكن حين يستهدف أحدهم أي طائفة من الطوائف وخصوصا المسيحيين سنكون سيفا مصلتا عليه». واعتبر الرئيس الحريري أن العيش المشترك الموجود في لبنان اليوم «هو العامود الفقري للبلد، والسياحة الدينية هي في صلب السياحة التي يجب أن تكون قائمة في لبنان». واضاف «العيش المشترك ليس مجرد كلام، بل لا بد أن نظهر ما هو لبنان الذي نراه، ولكي يرى العالم أننا لسنا فقط مسلمين ومسيحيين نعيش سوية تحت ظروف سياسية صعبة في بعض الأحيان، بل إن لبنان غني بكل ما للكلمة من معنى بكل طوائفه ومذاهبه.» واعتبر الحريري ان «التحديات في المنطقة كبيرة جدا بالنسبة للعيش المشترك».