تنعقد قمة الدول العشرين في وقت لم تفلح القمم السابقة في بعث النمو، واقتصرت انجازاتها على تحويل قسم من الدين الخاص ديناً عاماً. ولم تُرس هذه القمم آلية ضبط مالية دولية لمراقبة الحسابات والاوراق المصرفية وضبط المضاربات. ولم يبرز محرك نمو جديد. ومع استمرار الأزمة وتوالي الفضائح المالية، لجأ الاميركيون الى الاستدانة المنفلتة من كل عقال والى ضخ السيولة المالية في الاسواق، واكتفى الاوروبيون بانتهاج سياسات تقشف تفتقر الى استراتيجية جامعة معولمة. والصينيون يتمسكون بسياسة إغراق الاسواق بالسلع، ويراكمون رؤوس الاموال. ومجموعة دول العشرين تنقصها اوالية اتخاذ قرار واضحة، وهي تعجز عن أداء دور تنسيقي. وتبدو اقرب الى قناع تتلطى وراءه مجموعة الاثنين، أي الولاياتالمتحدة والصين. ويسهم ضعف دور مجموعة العشرين الصورية في اندلاع حروب صرف العملات، وإغلاق أسواق رؤوس الاموال، وارتفاع اسعار المواد الاولية، وفي الانزلاق الى انهيار كبير جديد. ويبرز طابع الدوامة العبثي في وقت تبدو العوامل الايجابية واعدة. فعجلة النمو السكاني تدور، ومعدلات الادخار ترتفع، والتقدم التكنولوجي باهر، وأبواب العالم مشرعة على الديموقراطية والسلام، على رغم استشراء العنف في بعض بقاعه. وحريّ بفرنسا على أبواب تسلمها رئاسة مجموعة العشرين ألا تتصدى لإرساء نظام مالي عالمي، وأن تقترح عوض ذلك على شركائها معالجة تحديات كبيرة ليبتكر الإنتاج سلع استهلاك تراعي البيئة وموارد الطبيعة، على غرار إنتاج سيارات كهربائية أسعارها معقولة. فمثل هذه السيارات التي لا تستهلك النفط هي عامل بارز في النمو العالمي، وفي تقليص غازات الدفيئة. * كاتب ومُعلق، عن"لكسبريس"الفرنسية، 27/10-2/11/2010، إعداد منال نحاس