حذّر رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط من المخططات الأميركية - الاسرائيلية في المنطقة، داعياً الى الابتعاد عن الخلافات الصغيرة والزواريب الضيقة. وقال جنبلاط بعد زيارته الرئيس السابق للحكومة سليم الحص:"بعد انقطاع طويل مع الأسف، نتيجة الظروف التي مرت وعصفت بالبلاد والتباعد الذي فرضته الأحداث، وفي الوقت نفسه فرضه الخطاب المتشنج الذي اعتمدناه نحن في مرحلة معينة من مراحل الأزمة اللبنانية منذ عام 2005، عدت اليوم للتواصل مع الرئيس الحص، الذي هو من القلائل الذين، وفي أوج الانقسام السياسي، لم يفقد البوصلة السياسية حول الثوابت الوطنية والقومية والفلسطينية، وهذا أمر مريح جداً، لأننا اذا لم ننظر الى الصورة الأكبر نغرق في الزواريب الصغرى وزواريب بيروت والجبل وغيرها من المناطق، ونغرق في زواريب المذهبية والطائفية وفي الخلافات الصغيرة، لذلك علينا ان ننظر الى الصورة الأكبر، ونحذر دائماً من السياسة الإسرائيلية - الأميركية التي تهدف الى تفتيت المنطقة لمصلحة اراحة دولة اسرائيل ويهودية الدولة". وتطرق جنبلاط الى السياسة الأميركية في المنطقة، التي لم يلحظ فيها"سياسة جديدة للرئيس باراك اوباما سوى الخطاب الجميل في القاهرة، وغير ذلك لم نلحظ في السياسة الأميركية الراهنة ما يخالف سياسة الرئيس السابق جورج بوش، سوى تعيين جورج ميتشل الذي شرع في احد تصريحاته يهودية الدولة. وكما نرى فإن رؤساء إسرائيل لا يبالون في الاستمرار بتوسيع المستوطنات لتهويد القدس التي اصبحت ممنوعة من التداول في ما يتعلق بالتهويد". وتابع:"لذلك كان لي شرف زيارة هذه الدار، ومعه عدنا ولو باختصار الى الثوابت، حيث جمعتنا في الماضي أيام جميلة ولكن الأحداث فرقتنا في عام 2005، ولكننا اليوم عدنا الى الثوابت نفسها وهذا هو الأساس". وكذلك زار جنبلاط مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، مختتماً جولته على المراجع الدينية والسياسية، ومؤكداً"أهمية المصارحة والمصالحة في الوسط الإسلامي العريض". وقال:"هذا ضروري من اجل الحفاظ على وطننا لبنان و أيضاً لمصلحة إخواننا وشركائنا في الوطن المسيحيين، لا بد من جلسات مصارحة ومصالحة وكل القضايا العالقة والشائكة تعالج في موضعها بعيداً من التشنجات". وتابع:"صحيح أن الشيخ سعد الحريري قام بإفطار إسلامي كبير، لكن لا بد من متابعة هذا الجهد في الأحياء والضواحي كما نفعل نحن مع حركة"أمل"ومع"حزب الله"في الجبل، لا بد من أن يتعمم هذا الجو لنواجه سوية المخاطر المقبلة، مثلاً اليوم هناك مجموعة سمت نفسها مجموعة زياد الجراح وتبنت اطلاق الصواريخ على إسرائيل، إذن هناك تسلل مجدداً من عناصر مخربة إلى لبنان قد تفجر الوضع. لذا نحن في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تضامن إسلامي إسلامي ووطني عام من اجل مواجهة المستقبل". وأضاف:"ماذا تعني لعبة الأمم وهل سيكون لبنان ضحيتها؟ مرت علينا ظروف عندما نعود إلى 75 و 76 وعندما نعود إلى مشروع كيسنجر والتوطين والحرب الأهلية نرى كيف دخل لبنان آنذاك في لعبة الأمم، بل أدخلنا في لعبة الأمم. لنا أن نتعلم من الماضي وان نحتكم إلى العقل وان نتثبت باتفاق الطائف الذي نص على اتفاق الهدنة مع إسرائيل أي حرب مجمدة وعلى العلاقات المميزة مع سورية والأمور الأخرى اتفقنا في هيئة الحوار أن تكون بالحوار". الموقف الأسبوعي وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة"الانباء"الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي:"على مشارف استضافة لبنان للألعاب الرياضية الفرنكوفونية التي تبقى حدثاً مهماً على المستوى الدولي وهي تعكس روحاً ثقافية عالية، حبذا لو يطل المحتفون بهذا الحدث الكبير من على منصات المدينة الرياضية على العالم الآخر، عالم البؤس والجوع والفقر والحرمان المحيط بالمدينة الرياضية، وفي مخيمات صبرا وشاتيلا التي تحل ذكرى مجازرها البشعة والأليمة والتي جسدت أبشع أنواع القتل العنصري الفاضح". وأضاف:"حبذا لو نعرف ماذا يحضر للاجئين الفلسطينيين داخل وخارج أرضهم وهم الذين عانوا من مآسي الاحتلال طوال عقود ويعانون اليوم من عقد العنصرية ضدهم ... حبذا لو نفهم ما الذي يؤخر إعمار مخيم نهر البارد حتى اليوم، ولماذا هذا الضجيج المفتعل حول هذه القضية الانسانية بالدرجة الاولى وقد بدأنا نسمع اقتراحات من هنا وهناك تعكس حجم الحقد والكراهية". وتطرق جنبلاط في تعليقه الى ذكرى 11 أيلول، سائلاً عن"النتائج الفعلية التي حققتها حملة ما سمي الحرب على الارهاب منذ ثماني سنوات وحتى اليوم"في أفغانستانوالعراق، معتبراً أن"الحل الامثل هو بالانسحاب من الاراضي المحتلة سواء في أفغانستان أم في العراق". وعلق جنبلاط على ما قيل عن تبني مجموعة تابعة ل"تنظيم القاعدة"إطلاق الصواريخ من لبنان منذ يومين، معتبراً أن"هذا يؤكد ضرورة رص الصفوف على المستوى الداخلي والتعالي عن الحسابات الصغيرة والضيقة والاسراع في تأليف الحكومة الجديدة لأن أي إنكشاف سياسي أو أمني ستكون له نتائج سلبية أكبر من أن يتحملها أي طرف محلي. كما أن هذه المسألة تثبت ضرورة تسريع خطوات التفاهم الاسلامي - الاسلامي لقطع الطريق على محاولات تعكير صفو الواقع الداخلي من خلال تغلغل تدريجي لمنظمات إرهابية من هنا أو هناك تحت مسميات مختلفة لاعادة توتير الأجواء وإشاعة مشاعر التعبئة الطائفية والمذهبية".