وصف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب اللبناني وليد جنبلاط الزيارة الاحد الماضي لدمشق (اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد) ب«الجيدة والممتازة»، لافتاً الى ان «العلاقات بين لبنان وسورية استراتيجية والتقارب السعوي- السوري قد يزعج البعض». وقال جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة «الانباء» الصادرة عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم: «ما يُسمى بالتسوية في الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي تحتضر يومياً تحت ضربات التوسع الاستيطاني، وقضم الاراضي العربية وسياسات تهويد الدولة والتراجع العربي المطلق والانقسام الفلسطيني العميق والانحياز الأميركي المطلق لاسرائيل». ورأى أن «العراق يعاني من أزمة بنيوية وسياسية عميقة قد تهدّد وحدته وعروبته». واعتبر جنبلاط أن «السياسة الاميركية في حال تعثر وإنحسار قد يكون مدروساً، ما يترك المجال مفتوحاً بالمطلق أمام إسرائيل التي تسعى لإنعاش مشروعها القديم - الجديد في تفتيت المنطقة وتشجيع حالات الاقتتال الداخلي في الدول العربية لا سيما على أسس طائفية ومذهبية»، وقال: «إنطلاقاً من كل ذلك، تبرز أهمية الحفاظ على الهدوء والحوار في لبنان ووأد كل مشاريع الفتنة والانقسام في مهدها للحؤول دون أن يكون لبنان مسرحاً للعنف الذي لن يوّلد سوى المزيد من العنف، ما يقتضي تفعيل التعاون اللبناني- السوري الذي عُمّد بالدم المشترك وكُرس في إتفاق الطائف الذي أكد أن أمن سورية من أمن لبنان وأمن لبنان من أمن سورية». ووصف زيارته لدمشق ب«ناجحة وممتازة، واتسمت بالود المتبادل والصراحة الكاملة». وقال: «كان الاجتماع مناسبة أيضاً لمتابعة مفاعيل القمة الثلاثية التي حصلت في لبنان خلال فصل الصيف الفائت، والقمة السورية - السعودية الاخيرة في الرياض، والتي تبقى تشكل مظلّة عربية لحماية لبنان فضلاً عن أهمية تعزيز التنسيق السياسي- الامني اللبناني- السوري. وكانت الآراء متفقة أيضاً على أن نجاح العلاقات السورية - السعودية واستمرار تواصلها وتفاعلها الايجابي قد يسبب إنزعاجاً لقوى ودول وأطراف أخرى لن تتأخر عن السعي للتشويش عليها وتخريبها في أكثر من مجال وأكثر من موقع». وزاد: «هنا تأتي أهمية أن يعي لبنان مخاطر الانزلاق الى المشاركة في مسار تخريب العلاقات السورية - السعودية، بدل الاستفادة القصوى من هذه القناة المفتوحة والتي تدفع الامور إيجاباً في لبنان ولديها كل الحرض على حماية الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار الداخلي والسلم الأهلي».