استعاد رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط في ذكرى يوم الارض، «الجريمة الاخلاقية التي عاشتها فلسطين بعد 60 عاماً من اغتصابها بفعل تخاذل وتواطؤ الغرب الذي طبق سياسة كولونيالية واستعمارية للإجهاز على المنطقة بأكملها، ولم يكن وعد بلفور اللعين سوى أحد عناوينها، بالتوازي مع دعمه أنظمة شمولية وديكتاتورية عربية بشقيها اليميني واليساري على حساب الحريات والديموقراطية». وإذ جدد القول أن «الظلم لا يتجزأ، والحرية لا تتجزأ»، أشار الى ان «في فلسطين احتلال يصادر الأرض ويهدم البيوت ويقتل الشعب الفلسطيني، وفي سورية نظام يصادر الأرض ويهدم البيوت ويقتل الشعب السوري»، مؤكدا أنه «لا بد في يوم ما من أن تلتحق المقاومة في لبنان بمقاومة الشعب السوري». ووجه جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» يُنشر اليوم تحية الى «المناضلين والاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وإلى جهود الحريصين على محاولة تعطيل التهويد المنظم لمدينة القدس التي يجتاحها الاستيطان من كل حدب وصوب في ظل صمت عربي ودولي مطبق». كما حيّا «فلسطينيي الشتات، وفي مقدمهم من يقيمون في لبنان، الذين يعانون من عنصرية لبنانية وشوفينية غير مبررة». كما وجه جنبلاط في يوم الأرض أيضاً تحية الى «الشعب السوري المناضل الذي يواجه نظاماً يحاول اقتلاعه من أرضه ويجتاح مدناً ويدمر قرى وأحياء بأكملها، تماماً كما فعلت العصابات الصهيونية في الثلاثينات وبعد اغتصاب فلسطين سنة 1948»، وحيّا «المناضلات والمناضلين، الأسرى والمعتقلين، الشهداء من الرجال والأطفال والنساء والمسنين، إلى التنسيقيات وهيئات الثورة». وحيا «المجلس الوطني السوري الذي فرض نفسه بالأمس في مؤتمر إسطنبول، وسيفرض نفسه عاجلاً أم آجلاً كبديل حتمي للنظام العائلي الأقلوي الظالم»، وأضاف: «كم يتشابه مسار المجلس الوطني السوري مع مسار جبهة التحرر الفلسطينية التي دفعت أثماناً باهظة عربياً ودولياً قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه، وكم استشهد من قادتها على أيدي مجرمي الأنظمة الشمولية العربية بالتوازي مع الاغتيالات التي نفذتها أجهزة المخابرات الصهيونية»، معتبراً انه «كان من الأفضل لروسيا، التي لطالما وقفت إلى جانب الشعوب العربية ودعم مطالبها المشروعة، لو أنها تسرّع الخطوات التي من شأنها ترحيل هذه العائلة الحاكمة في سورية لإنقاذ الشعب السوري ووقف معاناته ومأساته اليومية من القتل والعنف وإراقة الدماء». وتابع جنبلاط: «في يوم الأرض، ومن باب الحرص على الوحدة الوطنية والاستقرار في مملكة البحرين، نتطلع إلى الاسراع في الاصلاحات السياسية بما يتيح المشاركة الواسعة من كل أبناء المجتمع في العملية السياسية، وبما يتلاءم مع تقرير لجنة بسيوني، بالتوازي مع محاسبة المسؤولين عن أي ارتكابات سابقة في مجال حقوق الانسان». كما حيا «الشعب اليمني الثائر، الذي حقق انتصاراً بثورته من خلال اطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ويواجه اليوم تحديات من نوع آخر تتطلب منه المزيد من اليقظة والتنبه»، وحيا «الشعب العراقي الذي تمسك بأرضه على رغم قساوة الاستبداد وقهر الاحتلال». واستغرب «كيف ينادي البعض ممن واجهوا بعث العراق، بإطالة أمد بعث سورية». وأضاف: «كل التحية إلى الشعب المصري الذي يواصل بهدوء خطواته التدريجية نحو بناء حياة ديموقراطية ودستورية سليمة، من دون إغفال المصاعب الاقتصادية الكبيرة التي تتطلب دعماً عربياً ودولياً كبيراً لتستيعد مصر توازنها ودورها الاقليمي المهم. وتحية إلى الشعب التونسي الذي كانت ثورته فاتحة الثورات العربية ومقدمتها. وتحية إلى الشعب الليبي الذي تخلص من طاغية أطبق على كل مفاصل حياته لسنوات طويلة، مع التأكيد أن الحفاظ على مكتسبات الثورة يكون بإسقاط كل مشاريع التقسيم أو التفكيك أو التفسخ». وحيا جنبلاط «الشعب السوداني، الذي كفاه حروباً ونزاعات، وحبذا لو يتلاقى رئيسا السودان وجنوب السودان لحل النزاع الحدودي وتثبيت الاستقرار ليُستفاد من الثروات المائية والزراعية والطبيعية لتنمية واقعه الاقتصادي والاجتماعي بدل الغرق في التقاتل بين شمال البلاد وجنوبها، حيث يلعب النفط دائماً دوراً مؤججاً للصراعات. وتحية إلى الشعب المغربي الذي قامت قيادته بخطوات سياسية استباقية من خلال تطبيق جملة من الاصلاحات الضرورية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الحياة الديموقراطية وتكريس الاستقرار في المملكة». وكان جنبلاط استقبل السفير التركي لدى لبنان سليمان أنان أوزلديز، في دارته في بيروت وعرض معه التطورات الراهنة.