في اجتماع عقده وزراء خارجية بلدان"الناتو"أخيراً في بروكسيل، اعلن المجتمعون استئناف نشاط مجلس روسيا -"الناتو"، بعد تعليقه في آب اغسطس 2008، إثر حرب القوقاز بين روسياوجورجيا، واعتراف موسكو باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. ولكن ليتوانيا فاجأت وزراء الدول الأخرى ورفضت الخطوة في البدء، متذرعة بأن روسيا لم تتراجع عما أدى الى وقف التعاون معها. فالجيش الروسي لم ينسحب من أوسيتيا الجنوبية إلى اليوم. ودعت وزيرة الخارجية الأميركية أمين عام الحلف، دي هوب شيفير، والدول الأعضاء في"الناتو"الى بعث الحياة في مجلس روسيا ?"الناتو"، وعلاقات التعاون. والحق ان روسيا ترغب في التعاون مع الحلف ومع الولاياتالمتحدة في مجالات التهديدات الصاروخية، والرقابة على التسلح في أوروبا، ومكافحة مخدرات"طالبان"، ومعالجة المسألة الأفغانية، والحفاظ على نظام منع انتشار السلاح النووي، والتعاون في المجال العسكري. وموقف روسيا ايجابي من القضية الأفغانية. فهي سمحت بمرور امدادات "الناتو"في أراضيها الروسية، وأبرمت اتفاقات في المسألة مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا والولاياتالمتحدة. والمرور في الأراضي الروسية شأن حيوي، على ما يرى"الناتو"، بعد أن نسفت"طالبان"جسراً يربط باكستان بأفغانستان كان يؤمن نقل المؤن والمعدات الى قوات الحلف. وقد تخلف الخلافات بين"الناتو"وموسكو أثراً سلبياً في علاقات الطرفين. فالحلف ينتقد روسيا لشنها حرباً ضد جورجيا، ويدعوها الى التراجع عن الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وتعارض روسيا تدخل"الناتو"والولاياتالمتحدة في كوسوفو. وتستسيغ واشنطن مشروع توسيع الحلف شرقاً، واحتمال انضمام أوكرانياوجورجيا اليه، في حين أن موسكو ترفض مثل هذا التوسع، وترى انه ينتهك أمنها الوطني. ويرى ممثل حلف الناتو الرسمي، جيمس أباتوراي، أن إحياء التشاور بين روسيا وپ"الناتو"يحمل الحلف على الجلوس على كرسيين، في آن. فهو ملزم أن يكون حليف روسيا وشريكها، من جهة، وأن يوجه لها انتقادات في المسائل الخلافية، من جهة أخرى. وعلى رغم ارجاء البت في انضمام أوكرانياوجورجيا الى"الناتو"، قابل مندوبون عنه، في ختام اجتماع وزراء خارجية الحلف، وفدين يمثلان هذين البلدين لإرضاء دول أوروبا الشرقية المعارضة لموسكو. ولن توجه دعوة الى اوكرانياوجورجيا حين انعقاد القمة الأطلسية، في مطلع نيسان ابريل 2009. وتسعى الولاياتالمتحدة الى حل مشكلات الحلف الداخلية، ورسم استراتيجية امنية جديدة، والبحث في اقتراح روسيا خطة أمنية أورو - أطلسية. ولكن ميدفيديف لم يوضح تفاصيل الخطة. لذا، تولى"الناتو"اقتراح تفاصيلها. وأغلب الظن أن تصوغ هذه الاستراتيجية سياسات "الناتو"تجاه روسيا. ويدعو الى الدهشة عزوف موسكو عن محاولة التأثير في الاستراتيجية المؤثرة هذه. * صحافي، عن"كومرسانت"الروسية، 6/3/2009، إعداد علي ماجد نشر في العدد: 16777 ت.م: 11-03-2009 ص: 24 ط: الرياض