سعى وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي أمس إلى تخطي خلافاتهم في شأن الاستراتيجية الواجب اعتمادها حيال روسيا والتقارب بين الحلف وكل من جورجيا وأوكرانيا الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين. ويبقى الرأي العام الأوكراني معارضاً بغالبيته للانضمام إلى الحلف، فيما ازداد وضع جورجيا تعقيداً مع اعتراف موسكو من طرف واحد باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين الجورجيتين في رد روسي على دعم الغربيين استقلال كوسوفو. حتى واشنطن أقرت بأن الأمر سيستغرق"سنوات"، بعدما كانت إدارة جورج بوش المنتهية ولايتها تدفع في اتجاه جعل انضمام هذين البلدين مستقبلاً عملية لا رجوع عنها على رغم معارضة موسكو الشديدة وتحفظات برلين وباريس. وقال الناطق باسم الحلف الأطلسي جيمس اباتوراي:"لم يعتبر أي كان أن أياً من هذين البلدين قد يكون جاهزاً للانضمام الى الحلف الأطلسي. عليهما قبل ذلك إنجاز إصلاحات كبرى". تحذير جورجي وللمناسبة، حض الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الغرب أمس من العودة إلى"التعامل كالمعتاد"مع روسيا من دون محاسبتها على الحرب التي استمرت خمسة أيام على بلاده في آب أغسطس الماضي، وذلك في مقال نشر في صحيفة"وول ستريت جورنال"، وكرر ساكاشفيلي رأي جورجيا في أنها كانت ترد على عدوان روسي عندما شنت هجوماً عسكرياً على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي، وقال إن موسكو ما زال يتعين عليها تلبية شروط وقف إطلاق النار من خلال الانسحاب إلى مواقعها التي كانت تقف عندها قبل الحرب. وحذر من"المخاطر الجسيمة للعودة إلى التعامل كالمعتاد"من دون محاسبة روسيا. وكتب ساكاشفيلي في مقاله:"إذا لم يكن الرد الدولي صارماً فان موسكو ستتخذ إجراءات أخرى لإعادة رسم خريطة المنطقة من خلال الترهيب أو القوة". وأضاف أن تعاون روسيا في المجتمع الدولي سيسهم في استقرار جورجيا. لكنه قال:"في غضون ذلك يجب أن نتأكد من أننا لا نضحي بديموقراطيات مثل جورجيا التي تحاول جعل هذا الجزء الحيوي من العالم أكثر استقراراً وأمناً وحرية". وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أول من أمس، عن تأييدها"من حيث المبدأ"عودة العلاقات بين الحلف الأطلسي وروسيا، لكن الاتصالات بين المسؤولين العسكريين تبدو لها"إشكالية". وقالت رايس قبيل مشاركتها في اجتماع بروكسيل:"من حيث المبدأ، ليس لدينا مشكلة"مع عودة العلاقات بين الحلف الأطلسي وروسيا. وأضافت:"لكن ثمة بعض النشاطات كالاتصالات بين المسؤولين العسكريين التي تبدو لي إشكالية فيما لا يزال الروس منتشرين في الأراضي الجورجية وفي الجمهوريات الانفصالية". جاء ذلك فيما قال ديبلوماسي غربي إن الدول الأعضاء في الحلف ما زالت على خلاف في ما بينها في شأن الصيغة التي يتعين اعتمادها في البيان المتعلق بالتعاون مع جورجيا وأوكرانيا، وذلك بعد مناقشات استمرت أسبوعين، وبعد النظر في 18 مسودة. وأشار الى ان"هناك فرصاً قوية"لقيام وزراء الخارجية بأنفسهم بتسوية هذه المسألة. وأوضح ان ألمانيا"لا تريد"أن تستفيد جورجيا وأوكرانيا من"سلوك طريق مختصر الى الانضمام"يقودهما إلى"الالتفاف على خطة العمل للانضمام"إلى الحلف، وهي مرحلة لا بد منها في نظر ألمانيا. نشر في العدد: 16679 ت.م: 03-12-2008 ص: 14 ط: الرياض