أفادت مصادر دبلوماسية أوروبية أن الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده لمساعدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان شريطة أن يرفض الحلف انضمام أوكرانيا وجورجيا. فقد نقلت صحيفة غازيتا فيسبورسكا البولندية الجمعة عن مصادر دبلوماسية في العاصمة وارسو وحلف الناتو قولها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى استعداده لدعم حلف الناتو في أفغانستان مقابل رفض قيادة الحلف انضمام جورجيا وأوكرانيا.وكشفت الصحيفة -حسب ما أودرته وكالة الأنباء الفرنسية- أن الحلف يجري منذ بضعة أسابيع مفاوضات للحصول على موافقة موسكو على فتح طريق لتزويد قواته في أفغانستان بالمؤن والذخائر.وأشارت الصحيفة في مقالة نشرتها على موقعها الإلكتروني أمس السبت أن بوتين -خلال استقباله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على مأدبة غداء في موسكو- عرض أن ترسل روسيا جنودها إلى أفغانستان لدعم قوات الناتو هناك التي تواجه نقصا عدديا كبيرا بسبب إحجام العديد من الدول المشاركة -ومنها ألمانيا- عن إرسال المزيد من قواتها.ولفتت المصادر البولندية إلى أن المستشارة الألمانية ميركل نقلت هذا العرض إلى مسؤولين في الإدارة الأميركية، دون أن توضح طبيعة الرد.وحسب المصدر البولندي طالب بوتين مقابل ذلك بإقفال باب عضوية الحلف أمام جورجيا وأوكرانيا، واعتبار الرئيس بوتين شريكا وليس مجرد ضيف على قمة الحلف التي ستعقد في العاصمة بوخارست من الثاني وحتى الرابع من أبريل المقبل. وتتطلع أوكرانيا وجورجيا إلى أن تقرر القمة قبول ترشيحهما رسميا لعضوية الحلف، وسط معارضة قوية من روسيا التي هددت جورجيا صراحة بخسارة إقليم أوسيتيا الجنوبية في حال انضمامها للحلف، بعد أن رفعت القيود الاقتصادية عن أبخازيا التي تطالب هي الأخرى بالانفصال عن جورجيا أسوة باستقلال إقليم كوسوفو.بيد أن زعماء الدول الأعضاء في الناتو منقسمون إزاء هذه المسألة حيث تؤيدها الولاياتالمتحدة وبولندا ودول البلطيق، وتعارضها ألمانيا وفرنسا. ويأتي الكشف عن العرض الذي قدمه بوتين لحلف الناتو قبل يومين من الزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس برفقة وزير الدفاع روبرت غيتس لموسكو لبحث عدد من المسائل منها الدرع الصاروخية التي تنوي واشنطن إقامتها في بولندا والتشيك. وفي السياق نفسه ذكرت الوزيرة رايس الجمعة أن روسيا أبدت بعض الاهتمام بالأفكار الأميركية إزاء إقامة نظام للدفاع الصاروخي في أوروبا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن موسكو لا تزال تعارض بناء النظام بشكل أساسي. كما أعربت رايس في تصريح للصحفيين لدى وصولها إلى تشيلي -المحطة الثانية والأخيرة في جولة استمرت يومين شملت البرازيل- عن أملها في لقاء الرئيس الروسي المنتخب ديمتري ميدفيدف خلال زيارتها لموسكو الاثنين. وذكرت أنها مهتمة بالاستماع إلى ميدفيديف -الذي سيتولى منصبه رسميا في مايو المقبل- ليس للتعرف على طريقة تفكيره بالنسبة للعلاقات الروسية الأميركية فحسب، بل وبالنسبة للشؤون الداخلية الروسية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حسب تعبيرها.