وجه زعيم حزب"إسرائيل بيتنا"المتطرف أفيغدور ليبرمان صفعة لزعيمة"كديما"تسيبي ليفني ووضع حداً لأوهامها بأن يتخذ موقف الحياد في الصراع بينها وبين زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو على تشكيل الحكومة الجديدة، فأبلغ الرئيس شمعون بيريز أنه ونواب حزبه يدعمون تكليف نتانياهو لتشكيل الحكومة الجديدة لكنهم يفضلون أن تكون"حكومة واسعة"لاعتقادهم أن حكومة يمينية ضيقة لن تعيش أكثر من سنة. ومع إعلان"إسرائيل بيتنا"الدعم لنتانياهو، وصل عدد النواب الذين أبلغوا بيريز دعمهم ترشيح زعيم"ليكود"65 نائبا من مجموع 120 جميعهم من الأحزاب اليمينية المتشددة: ليكود، وإسرائيل بيتنا، وشاس ويهدوت هتوراة، والوحدة الوطنية، والبيت اليهودي في مقابل 28 نائباً هم أعضاء كديما فقط الذين أعلنوا دعمهم تكليف ليفني، في ما لم يوصِ نواب"العمل"و"ميرتس"والأحزاب العربية الثلاثة بأي من المرشحيْن، ما يعني أن بيريز سيكلف نتانياهو مباشرة مهمة تشكيل الحكومة ويمنحه 28 يوماً لإتمام المهمة مع إمكان تمديد المهلة ب14 يوماً آخر. وكانت ليفني وأقطاب آخرون في"كديما"بنوا آمالاً عريضة على موقف محايد يتخذه ليبرمان، ما كان سيحول دون توافر غالبية من النواب تدعم ترشيح نتانياهو، فيتيح بالتالي لليفني الادعاء أن فرصها لتشكيل حكومة برئاستها لا تقل عن فرص نتانياهو. وتباهى القطب البارز في الحزب حاييم رامون قبل يومين بأن"كديما"وافق على معظم شروط"إسرائيل بيتنا"، خصوصاً في القضايا المدنية، إلى أن جاء ليبرمان أمس وترجم ما قاله عند الإعلان عن النتائج بأن"قلبه يميل الى حكومة يمينية"، إلى لغة الفعل. وقال ليبرمان للرئيس الإسرائيلي أن ثمة ثلاثة احتمالات يطرحها حزبه: حكومة واسعة برئاسة نتانياهو تضم كديما،"وهذا ما نريده"، او حكومة ضيقة برئاسة نتانياهو ستكون حكومة شلل تصارع على بقائها"لكننا لا نلغي احتمال المشاركة فيها"، أو الذهاب إلى انتخابات جديدة"لن يتحقق شيء فيها". وأضاف أنه"ينبغي على كديما أن يدرك أن إمكان التناوب على رئاسة الحكومة بين نتانياهو وليفني ليس مطروحا بعد الآن". وهكذا أسدل ليبرمان الستار أيضاً حتى عن حكومة تناوب كان"كديما"سيرحب بها. وعقبت ليفني على قرار"إسرائيل بيتنا"بالقول:"لي ولكديما طريق لا أؤمن بها وحسب، إنما سأقودها أيضا". وأضافت أن هذه الطريق"تمثل مجموعة أمور تحتاجها إسرائيل، بدءاً بدفع السلام ومحاربة الإرهاب وحتى قضايا داخلية ينبغي تصحيحها". وتابعت أنها لن تكون"غطاء لحكومة شلل سياسي". ليفني ولاحقاً، اعلنت ليفني في اجتماع كتلة"كديما"البرلمانية إنها لن تدخل في حكومة يمينية متطرفة برئاسة نتانياهو. واضافت:"لم يتم التصويت لنا لنمنح الأهلية لحكومة اليمين المتطرف، وعلينا أن نشكل إزاءها خيار الأمل بالذهاب إلى المعارضة". وتابعت ان"كديما"سيواصل معركته من أجل ما يؤمن به: تسوية سياسية على أساس دولتين لشعبين في موازة حرب بلا هوادة على الإرهاب، ومعالجة قضايا مدنية داخلية كثيرة وفي مقدمها تغيير طريقة الانتخابات"وخلق قاسم مشترك حقيقي ليضم دولة إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية". وعتب وزير الداخلية القطب في"كديما"مئير شيتريت على أترابه الذين خطبوا ود ليبرمان في الأسبوع الأخير، وقال إنه لم يفاجأ من قرار الأخير"وأنا لم أستسغ لقاء ليبرمان، وهو ليس شريكي السياسي". وأضاف في غمز من زميله رامون، أن موافقة"كديما"على الشروط التي وضعها ليبرمان"كانت خطأ... ومن توجه إليه من كديما ارتكب خطأ سياسيا خطيرا للغاية لأن الاستجابة لليبرمان وشروطه أدت إلى عدم توصية حزبي العمل وميرتس بتكليف ليفني تشكيل الحكومة، ثم إلى قيام الأحزاب الدينية بالتوصية بتكليف نتانياهو". واضاف أنه ينبغي إعطاء الفرصة لحكومة يمينية"لنرى كيف ستتحرك". وزاد محذراً من أن تقوم"كديما"ب"تبييض"حكومة كهذه من خلال الانضمام إليها، وقال إنه في انضمام"كديما"إلى ائتلاف حكومي برئاسة ليكود"فسيختفي حزبنا عن الخريطة السياسية". من جهته، رحب"ليكود"بإعلان ليبرمان، وقال إنه ما زال يطمح لتشكيل حكومة واسعة وينتظر لقاء بين نتانياهو وليفني"وسيحاول مجددا إقناع حزب العمل الانضمام للحكومة". وأكدت تقارير صحافية أن بيريز سيلتقي اليوم كلا من نتانياهو وليفني لحضهما على التعاون في إطار حكومة واسعة. وأضافت أن بيريز يعتزم اتخاذ قرار اليوم بتكليف نتانياهو رسمياً تشكيل الحكومة الجديدة، بعد أن يكون أنهى لقاءاته مع الأحزاب ال12 التي ستتمثل في الكنيست الجديد. في غضون ذلك، أفادت صحيفة"هآرتس"أمس أن قيادة شعبة التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية طلبت من المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز المصادقة على إجراء تحقيق مع ليبرمان بشبهة تبييض ملايين الدولارات. وتشتبه الشرطة بأن شركة إسرائيلية ترأستها ابنة ليبرمان حصلت على نحو 3 ملايين دولار من مصدر مجهول بداعي تقديم"مشورة تجارية"، وأن ليبرمان حصل على ربع هذا المبلغ كراتب من الشركة. نشر في العدد: 16758 ت.م: 20-02-2009 ص: 10 ط: الرياض