مع تبقي عشرة أيام فقط على انتهاء المهلة الزمنية الممنوحة لزعيمة حزب"كديما"تسيبي ليفني لتشكيل حكومة جديدة، تبدي أوساط في الحزب قلقاً من احتمال فشل وزيرة الخارجية في تخطي الصعاب الكثيرة المتراكمة في طريق إنجاز المهمة، حيال عدم إحراز تقدم في المفاوضات مع حركة"شاس"الدينية المتشددة التي تصر على تلبية شروطها في كل ما يتعلق بتخصيص موازنات هائلة للعائلات كثيرة الأولاد، وإزاء اتساع رقعة المعارضة داخل"كديما"لتشكيل حكومة ضيقة من دون"شاس"، إضافة إلى تهديد عدد من نواب الحزب بالتمرد على زعيمته بعدم منح ثقتهم لحكومة كهذه. وأثارت تسريبات من أوساط ليفني، مطلع الأسبوع، مفادها أنها ستشكل حكومة من دون"شاس"في حال أصرت الحركة على مواقفها، ردود فعل واسعة داخل"كديما". وسارع وزير النقل شاؤول موفاز ونواب محسوبون على معسكره اليميني إلى إعلان معارضتهم تشكيل حكومة ضيقة"تعتمد على أصوات اليسار والعرب"، في إشارة إلى ضم حزب"ميرتس"اليساري إلى هذه الحكومة وعدم تصويت نواب الأحزاب العربية 10 نواب ضد الحكومة. وهدد هؤلاء بالتصويت ضد هذه الحكومة، ما سيحول دون حصولها على غالبية برلمانية. وقال النائب عاتنيئل شنلر إن"كديما"كحزب وسطي لا يمكنه أن يتجه إلى اليسار، بل من وظيفته الجسر بين اليسار واليمين في إسرائيل وتحقيق"وحدة وطنية". وأضاف أنه ليس متأكداً من أن حكومة ضيقة"ذات برنامج سياسي بروح برنامج العمل وميرتس"ستنال ثقة الكنيست. وفتحت مطالب"شاس"المالية وما أنجزه"العمل"من مكاسب في اتفاقه مع"كديما"شهية أقطاب حزب"المتقاعدون"الذين أعلنوا أمس أن انضمام الحزب إلى حكومة برئاسة ليفني ليس أمراً مفروغاً منه، وأن لحزبهم أيضاً مطالب بتحسين أوضاع المتقاعدين ورفع مخصصات الشيخوخة وضخ موازنات إضافية بمئات ملايين الدولارات. وقال أحد نواب الحزب إنه لا يعقل أن يدخل حزبه حكومة ليفني من دون أن يحقق لجمهور المتقاعدين ما حققه حزب"العمل"لجمهوره من خلال الاتفاق الائتلافي. وأكدت أوساط ليفني أن الطاقم المفاوض دخل أمس ماراثون مفاوضات مع كل من"شاس"و"المتقاعدون"و"ميرتس"بهدف انجاز اتفاق ائتلافي معهم حتى يوم الاثنين المقبل، موعد افتتاح الدورة الشتوية للكنيست الذي حددته ليفني لطرح حكومتها على البرلمان لنيل الثقة. وعادت هذه الأوساط لتلوّح باسم ليفني بأن الأخيرة لن تتردد في الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة في حال فشلت مساعيها لتشكيل حكومة برئاستها، وهو تهديد موجه أساساً إلى"العمل"و"المتقاعدون"اللذين يخشيان انتخابات مبكرة يتوقع أن تأتي بنتائج وخيمة عليهما، بحسب استطلاعات الرأي. واتهمت أوساط في"كديما"حركة"شاس"بأن وراء تصلبها في مواقفها و"رفع سعرها"، وعداً من زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو بأنه سيتجاوب مع كل مطالبها في حال بقيت خارج الحكومة ما سيؤدي إلى انتخابات مبكرة تتوقع الاستطلاعات أن يفوز بها"ليكود"ويُعهد إلى زعيمه بتشكيل حكومة جديدة. وإزاء ما تقدم يبدو أمام ليفني واحد من ثلاثة احتمالات، اولها تشكيل حكومة ضيقة من"كديما"و"العمل"و"المتقاعدون"و"ميرتس"الذين يشكلون مجتمعين 59 نائباً من أصل 120 نائباً. وتعوّل ليفني على أن تحظى هذه الحكومة بدعم خارجي من حركة"يهدوت هتوراة"الدينية الأشكنازية 6 أعضاء والنواب العشرة من الأحزاب العربية الوطنية والإسلامية. ويشمل هذا الاحتمال إبقاء حقائب وزارية شاغرة في انتظار انضمام"شاس"للحكومة. أما الاحتمال الثاني، فهو حكومة واسعة بمشاركة"كديما"و"العمل"و"شاس"و"المتقاعدون"وربما"ميرتس"، في حال تجاوبت ليفني مع شروط"شاس". والاحتمال الأخير هو أن تبلغ ليفني الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بفشلها في تشكيل حكومة جديدة، ما سيقود إلى انتخابات مبكرة خلال 90 يوماً. وفي حال فشل ليفني في مسعاها، يتفق رئيس الحكومة المستقيل إيهود أولمرت مع حزبي"العمل"و"المتقاعدون"على موعد لإجراء انتخابات مبكرة، ليس بالضرورة خلال 90 يوماً.