استضافت باريس بطولة العالم في العاب الرقص الرياضي، على مدى يومين وسهرتين في قصر"برسي"الضخم للألعاب الرياضية. وتسابقت أكثر من 25 دولة أوروبية وجنوب أميركية وآسيوية على استحقاق كأس العالم، فيما راوحت أعمار المتسابقين بين 13 و25 سنة، وكل ذلك بإشراف جيرار لواس العربي الجذور، المقيم في باريس والذي يحترف الرقص الكلاسيكي والحديث والرياضي منذ عشرين سنة، إذ أنه مؤسس إحدى أكبر مدارس الرقص في أوروبا، مدرسة"دانس سنتر"التي ستفتتح فروعاً لها في روسيا خلال السنة الحالية. وشارك لواس في إنتاج الحدث في باريس، بعدما تفوق على الكثير من المنتجين العالميين الذين تسابقوا على استقبال المناسبة في بلادهم. بدأت المسابقة في قصر"برسي"، بدخول المتسابقين الصغار الى الساحة، وهم دون السادسة عشرة من العمر، ليقدموا مجموعة من الرقصات الرياضية التي تتطلب مجهوداً كبيراً، فنالوا التصفيق الحاد وتشجيع الجمهور الذي تجاوز عدده خمسة آلاف. وتخللت الألعاب المختلفة، فقرات بهلوانية فكاهية وأخرى راقصة، قدمتها فرق محترفة من الولاياتالمتحدة وألمانيا واستراليا. بعد الصغار جاء دور البالغين الذين برعوا في تقديم وصلات من رقصات"التانغو"وپ"البازودوبلي"وپ"الجايف"وپ"الروك اند رول"وپ"السالسا"وپ"الفالس"، أمام جمهور استمتع بدفء ايقاع الموسيقى وبراعة الراقصين. وبدا بوضوح أن ليونة الجسد وبراعة الحركات هما ميزة المتسابقين المنتمين الى أميركا الجنوبية، لا سيما اللاتينية، أو على الأقل الذين تعود جذورهم الى هذه البلدان وإن كانوا يقيمون في أوروبا. وفي الختام، طلبت لجنة التحكيم من المتسابقين، الصغار والكبار، الدخول الى الحلبة وتقديم وصلة أخيرة مرتجلة على أنغام موسيقية سريعة تم بثها في الصالة، فعمت الفوضى شبه المنظمة، وسمحت هذه المباراة الأخيرة القاسية، بالتفرقة الفعلية والنهائية بين كل المتسابقين. وجاءت النتائج لفئة الصغار لتمنح ثنائياً فرنسياً من أصل برازيلي، المرتبة الأولى، والثنائي فرنسي أيضاً من أصل أرجنتيني المرتبة الأولى لدى الكبار. بمعنى أن البرازيلي والأرجنتيني استحق الفوز فيما استحقت فرنسا الأوسمة كلها. ولا شك في أن مثل هذه النتيجة، تركت بعض المرارة لدى الذين قدموا من أميركا اللاتينية للمشاركة في الحدث، إذ شهدوا فوز بلادهم ولكن بجنسية فرنسية. نشر في العدد: 16753 ت.م: 15-02-2009 ص: 39 ط: الرياض