فاز الرئيس الروماني ترايان باسيسكو امس، بولاية رئاسية جديدة، بفارق ضئيل على منافسه اليساري ميرسا جيوانا، ليتولى إخراج رومانيا العضو الجديد في الاتحاد الأوروبي، من أزمتها السياسية والاقتصادية. وأظهرت النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية فوز باسيسكو بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بعدما حصل على 50.37 في المئة من الأصوات في مقابل 49.63 في المئة لمنافسه جيوانا مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي. ولم يعترف جيوانا بهزيمته على الفور. لكن كلاوس يوهانيس الذي رشحه جيوانا لتولي منصب رئيس الوزراء، قال في مؤتمر صحافي:"طريقي ينتهي هنا"، مشيراً إلى نهاية اتفاق تحالف بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي والحزب الديموقراطي الليبيرالي، ثالث أكبر الأحزاب في رومانيا والذي كان سيحكم البلد في حال فوز مرشح المعارضة. وهذه من أهم الانتخابات في رومانيا منذ اعدام الزعيم الستاليني نيكولاي تشاوشيسكو قبل 20 سنة، لأن الفائز عليه ان يشكل حكومة جديدة يمكن ان تستأنف المحادثات في شأن صفقة قرض معلقة قيمتها 20 بليون دولار . وتسبب هذا الفوز بفارق ضئيل في انخفاض طفيف في عملة رومانيا أمام اليورو. وقال محللون ان هذا الفوز الضئيل قد يطيل أمد المأزق السياسي الذي جمد قرض المساعدات الشهر الماضي. ويرى محللون ان امام باسيسكو مهمة صعبة لتشكيل حكومة مع أحزاب أخرى رئيسية اصطدم معها مراراً حول اجراءات مكافحة الفساد خلال ولايته الرئاسية ومدتها خمس سنوات. وقال ادريان باسارابا رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة تيميشوارا:"سيكون تشكيل الحكومة أصعب على باسيسكو". وكانت معظم استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم، أظهرت تقدم المنافس اليساري جيوانا بفارق بسيط، ولكن حزباً متحالفاً مع الرئيس باسيسكو ويمثل اليمين الوسط، قال ان فرزاً موازياً غير رسمي للأصوات قام به متطوعون من الحزب، اظهر ان باسيسكو سيفوز بفارق بسيط. وقال باسيسكو بعد اغلاق مراكز الاقتراع:"بإمكانكم ان تثقوا في ما اقوله لكم الآن. لقد فزنا". لكن ايون اليسكو رئيس رومانيا السابق وهو من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، قال ان الأرقام الرسمية"مشكوك"فيها. ويبدو ان الرومانيين في الخارج ويقدر عددهم بحوالى 150 ألفاً، صوتوا في شكل كبير لمصلحة باسيسكو كما فعلوا في الجولة الأولى التي أجريت في 22 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ما جعل الكفة تميل لمصلحته.