كشف مسؤول عسكري روسي بارز وجود"خلافات ومشكلات"تعترض توقيع معاهدة تقليص الأسلحة الاستراتيجية"ستارت ?2"بين روسياوالولاياتالمتحدة. وأعلن الجنرال نيكولاي ماكاروف رئيس الأركان الروسي تفاصيل عن خلافات تعيق تقريب المواقف بين موسكووواشنطن، حيال مسألة تقليص الترسانتين النوويتين. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها المؤسسة العسكرية الروسية تفاصيل محددة في هذا الشأن، بعدما كان المسؤولون الروس يفضلون في الشهور الأخيرة، التركيز على"تقارب المواقف وقرب الوصول إلى إتفاق نهائي". وأوضح ماكاروف أن"الخلافات والمشكلات الكثيرة"تتعلق ببنية المعاهدة الجديدة العامة، في إشارة إلى عدم الوصول إلى اتفاق على الأهداف المرجوة والصياغة العامة للمعاهدة. كما تطرق إلى قضايا"أكثر تفصيلية"عندما أشار إلى أن"لدينا مشكلات في الأرقام وسبل الرقابة على التنفيذ"، في إشارة إلى أن الطرفين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق على السقف المطلوب للتقليص من كل طرف. وكانت واشنطن أعلنت خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العاصمة الروسية عن اقتراح بتقليص ترسانتي البلدين النوويتين إلى حدود 1675 رأساً نووياً لكل بلد ونحو 1100 وسيلة نقل للأسلحة النووية الغواصات والصواريخ والمقاتلات. لكن المؤسسة العسكرية الروسية أعربت عن عدم رضاها عن هذا الاقتراح. ورأى خبراء عسكريون روس أن الرقم الأفضل بالنسبة إلى روسيا يجب أن يزيد على 500 حاملة استراتيجية. وأشار ماكاروف أيضاً إلى أن لدى البلدين مشكلة في التعامل مع ملف الرقابة على التقليص، مشيراً إلى أن خبراء عسكريين أميركيين يقيمون بصفة دائمة منذ سنوات في قاعدة فونكينسك الروسية حيث تتم صناعة الصواريخ الاستراتيجية، في حين لم تفتح الولاياتالمتحدة أراضيها للخبراء الروس في المقابل، موضحاً أن العسكريين الأميركيين"سيغادرون روسيا في الخامس من الشهر المقبل"، فيما تصر واشنطن على ضرورة بقائهم في روسيا. اللافت أن تصريحات المسؤول العسكري تزامنت مع توقعات"متفائلة"أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس، مشيراً إلى أن روسياوالولاياتالمتحدة"تبذلان قصارى جهدهما لإعداد معاهدة جديدة في شأن الأسلحة الإستراتيجية الهجومية بحلول الخامس من كانون الأول ديسمبر المقبل، موعد انتهاء مدة سريان"ستارت 1". وفي تلميح إلى المسائل الخلافية، قال لافروف :"اتفقنا مع نظرائنا الأميركيين على أن نحل المسائل التنظيمية التي لن نفصح عنها من طريق المفاوضات وليس من طريق وسائل إعلام". وخلافاً لموقف لافروف، يبدو أن المؤسسة العسكرية الروسية فضلت عدم التكتم على المسائل الخلافية، إذ إضافة إلى النقاط التي أعلنها ماكاروف، أوضح خبير عسكري روسي قريب من المفاوضات مع الأميركيين أن المشكلة الأساسية تمكن في أن واشنطن تقترح إبقاء آلية الرصد والمراقبة السابقة المنصوص عليها في معاهدة"ستارت 1"ونقلها كما هي إلى نص المعاهدة الجديدة. كما تقترح الولاياتالمتحدة أيضاً الإبقاء بل وتشديد المراقبة على أنظمة المنصات المتحركة للصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات من طراز"توبول"، لكن روسيا ترفض وضع صواريخ"توبول"ضمن فئة منفصلة. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، عن توجه روسيا الى تعزيز قدرات جيشها على الصعيد النووي، وحدد الرئيس الروسي في خطابه السنوي أمام الهيئة الإشتراعية، مهلة زمنية هي العام المقبل، لتزويد الجيش الروسي بثلاثين صاروخاً استراتيجياً عابراً للقارات وقادراً على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى مئات المقاتلات الاستراتيجية والمروحيات والتقنيات الحديثة الأخرى وبينها غواصات نووية من الجيل الأحدث. على صعيد آخر، قتل شخص واعتبر 35 في عداد المفقودين إثر انفجار عرضي في مخزن للذخيرة في منطقة اوليانوفسك على بعد 900 كلم شرق موسكو.