أعلنت موسكو أن مفاوضات معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 2) «شارفت على النهاية»، في إشارة إلى قرب توقيع اتفاق جديد مع انتهاء مدة سريان المعاهدة السابقة (ستارت1) اليوم. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إقامة نظام أمني شامل وفعال في أوروبا ليس ممكناً من دون مشاركة روسيا. في غضون ذلك، استعدت روسيا وحلف شمال الأطلسي لفتح صفحة جديدة من العلاقات على رغم استمرار الخلاف على ملفات عدة. وقبل يوم واحد على موعد انتهاء سريان معاهدة «ستارت1»، أعلنت موسكو أنها تقترب من الاتفاق مع الأميركيين على صياغة نهائية للمعاهدة الجديدة. وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية أن «العمل في إعداد اتفاقية جديدة لتقليص مخزون روسيا والولايات المتحدة من الأسلحة الاستراتيجية اقترب من النهاية»، مشيراً إلى أن «ستارت - 1» شكلت أساساً للاتفاق الجديد. ومعلوم أن المعاهدة المنتهية دخلت حيز التنفيذ في العام 1994، وهي ألزمت موسكووواشنطن بخفض ترسانتيهما من الرؤوس النووية ووسائل نقلها إلى 6000 رأس لكل بلد و1600 وسيلة نقل. وعلى رغم أن تفاصيل الاتفاق الجديد لم تعلن بعد، فان المحادثات الروسية - الأميركية تركزت خلال الشهور الأخيرة على مواصلة التقليص في شكل حاد ليغدو لدى كل من الطرفين أقل من 1700 رأس نووي و500 وسيلة نقل (صواريخ ومقاتلات وغواصات) بحلول العام 1015. وتحمل إشارة موسكو إلى قرب توقيع المعاهدة الجديدة، تلميحاً إلى إزالة النقاط الخلافية التي أعاقت اتفاق الجانبين طويلاً، لكن اللافت أن إعلان موسكو تزامن أمس، مع تصريحات مسؤولين عسكريين أكدوا فيها إصرار الجانب الروسي على وقف عمليات التفتيش الأميركية في مجمع مهم لبناء الصواريخ الاستراتيجية، وهي نقطة خلافية أساسية بين الجانبين. ومعلوم أن موفدين عسكريين أميركيين يقيمون منذ سنوات في شكل دائم في المجمع، فيما رفضت واشنطن فتح مجمعاتها العسكرية لعمليات مراقبة مماثلة من جانب الروس بحسب بنود (ستارت1) ما دفع موسكو إلى الإصرار على إنهاء تواجد الفريق الأميركي بحلول موعد انتهاء سريان المعاهدة السابقة. في غضون ذلك، يعقد «مجلس روسيا – الأطلسي» اجتماعاً على مستوى الوزراء اليوم في بروكسيل هو الأول من نوعه منذ تدهورت علاقات الطرفين بقوة بسبب حرب القوقاز صيف العام الماضي. وأعرب مسؤولون روس و «أطلسيون» عن أملهم في تمكن الطرفين من تجاوز النقاط الخلافية الحادة. وشدد لافروف أمس، على سعي بلاده الى لعب دور نشط في إقامة منظومة أمنية جماعية في أوروبا، معتبراً أن إقامة أي نظام أمني فعال «ليس ممكناً من دون مشاركة روسيا والأطلسي». وأكد الوزير الروسي أن المبادرة التي أطلقتها موسكو أخيراً، حول إقامة فضاء أمني مشترك في أوروبا «لا تقترح هدم البنى والمؤسسات الأوروبية القائمة، مثل الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرهما، بل تدعو الى أن تشارك في هذه المعاهدة الى جانب البلدان الأوروبية المنظمات الدولية». وعلى رغم أن لافروف لم يتطرق إلى القضايا الخلافية لكن مندوب روسيا الدائم لدى الحلف ديمتري روغوزين، قال إن الأطلسي لم يوافق على طلب الجانب الروسي بأن يتصدر تحديث منظومة الأمن الأوروبي جدول أعمال مجلس روسيا - الأطلسي. كما رفض الحلف طلب روسيا ضمها الى الآليات القائمة داخل الحلف لمناقشة الوضع في أفغانستان. في المقابل، اعتبر الأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن المناقشات الروسية – الأطلسية خلال هذا الاجتماع ستكون معقدة، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلدان الحلف ترمي الى تحقيق تقدم.